جيل الهواتف الذكية.. نظارات طبية للأطفال في كل مكان

الخميس 19 يونيو 2025 - 09:20 ص

جيل الهواتف الذكية.. نظارات طبية للأطفال في كل مكان

عبد الله الغافرى

قام الأطباء في الآونة الأخيرة بتوجيه الكثير من الانتباه إلى مشكلة تزايد ضعف النظر وقصر النظر بين الأطفال، وذلك نظراً لزيادة استخدام الأجهزة الذكية والشاشات لفترات طويلة. تأخير الفحص البصري يمكن أن يؤدي إلى مشاكل مثل كسل العين أو الحول الدائم.

أوصى الخبراء بأهمية إجراء الفحص البصري الأول للأطفال قبل عمر سنة ومن ثم الاستمرار في فحص النظر عند سن ثلاث سنوات، وعند دخول المدرسة، وتكرار الفحص سنوياً عند وجود أعراض أو تاريخ عائلي.

صرحت الدكتورة حنان علي محمد، أخصائية طب العيون، أن هناك ارتباطاً واضحاً بين زيادة قصر النظر لدى الأطفال والاستخدام المُفرط للأجهزة الذكية. استخدام الرؤية القريبة لفترات طويلة يزيد من احتمالات ظهور مشاكل بصرية.

تشمل العلامات التي تدل على وجود مشكلات بصرية فرك الطفل لعينيه بشكل متكرر والشكوى من الصداع وكثرة الدموع ومحاولة تقريب الأشياء والرؤية والحول واللفت عند التركيز.

يجب على الأهالي التوجه السريع للطبيب المتخصص عند ملاحظة أي من تلك الأعراض. توفر النظارات الطبية والعدسات اللاصقة حلولاً تقليدية لمشكلات البصر، لكن هناك أيضاً خيارات مثل تمارين العين وقطرات الأتروبين.

أشار الدكتور محمود حامد السنباوي إلى أهمية دور الأسرة في حماية نظر الأطفال من الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية. يُفضل تحديد أوقات محددة لاستخدام الشاشات وتشجيع الأنشطة البدنية واللعب في الهواء الطلق.

الفحوصات الدورية والتأكد من جلوس الطفل بطريقة صحيحة أمام الشاشة وترك مسافة كافية يمكن أن تساهم في الحفاظ على صحة العين.

تشير القاعدة 20-20-20 إلى أخذ استراحة كل 20 دقيقة بالنظر إلى شيء بعيد 20 قدماً لمدة 20 ثانية لتقليل إجهاد العين. يُنصح أيضاً بتحديد "وقت خالٍ من الشاشات" واستخدام إضاءة مناسبة للشاشة لتخفيف الضغط البصري.

تجنبوا الإضاءة الخافتة والساطعة المفرطة لأنها تسبب إجهاد العين. يُفضل استخدام الشاشات المزودة بخاصية تقليل الضوء الأزرق لما لها من أثر إيجابي في تحسين جودة النوم وتقليل الإرهاق البصري.

الدكتور سومر درويش أكد أن الإجهاد البصري الرقمي أصبح حالة منتشرة، وتتمثل أعراضه في جفاف العين والرؤية الضبابية والصداع، والتحذير من الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات.

الأطفال بين سبعة إلى 15 عاماً يكونون أكثر عرضة للإصابة بمشاكل بصرية. يلعب التعليم دوراً مهماً في الوقاية من خلال برامج تثقيفية حول الاستخدام الآمن للأجهزة الرقمية.

الحذر مطلوب عند إجراء عمليات تصحيح النظر بالليزك، خصوصاً في مراحل الطفولة المبكرة لأنها لا تعتبر خياراً آمناً قبل 18 عاماً.

يجب إطلاق حملات توعية لتعزيز الثقافة الصحية البصرية وتحديد الأوقات المناسبة لاستخدام الشاشات للأطفال وتشجيع الأنشطة الخارجية.

الفحص البصري المنتظم مهم للكشف المبكر عن أي مشاكل في الإبصار، والتأكد من توازن استخدام الأطفال للأجهزة الذكية مع الأنشطة الخارجية للحفاظ على صحتهم البصرية.

التكنولوجيا قد جعلت من مشكلات النظر شائعة بين الأطفال، ومع اعتمادهم على الأجهزة الذكية لفترات طويلة، ارتفعت معدلات قصر النظر بشكل ملحوظ. تظهر الأرقام زيادة واضحة في معدل الإصابة بقصر النظر من 24% في عام 1990 إلى 36% في عام 2023.

من المتوقع أن تصل نسبة قصر النظر إلى 40% بحلول عام 2050، ويرتفع عدد الأطفال المصابين إلى 740 مليون على مستوى العالم. تُظهر دول شرق آسيا أعلى معدلات الإصابة بنسب تراوح بين 70% و90%.

تشير التقديرات الطبية إلى أن 90% من حالات ضعف البصر لدى الأطفال قابلة للعلاج أو التحسن بالتدخل المبكر، لذا فإن الوعي المجتمعي والفحص الدوري لهما أهمية كبيرة.


مواد متعلقة