محمد أحمد إبراهيم يستكشف السماء ليلاً تحت عباءة الغيمتين

الجمعه 10 أكتوبر 2025 - 11:42 م

محمد أحمد إبراهيم يستكشف السماء ليلاً تحت عباءة الغيمتين

زينة خلفان

شملت اللوحات الأولى في المعرض الأول وحتى أحدث أعماله، يأتي المعرض الفردي للفنان الإماراتي محمد أحمد إبراهيم بعنوان "غيمتان في سماء الليل"، الذي افتتح في المجمع الثقافي بأبوظبي في مساء أول من أمس. يتناول المعرض مراحل تطور الفنان منذ بداياته في منتصف الثمانينيات وصولاً إلى كونه من رواد الفن المفاهيمي في الدولة.

عبر أربعة أقسام، يستعرض "غيمتان في سماء الليل"، الذي يستمر حتى 22 فبراير 2026، فلسفة محمد أحمد إبراهيم القائمة على التأمل والارتباط الوثيق بالطبيعة وجماليات الأماكن في مدينة خورفكان. كانت نقطة الانطلاق في هذه المسيرة لوحة "بدون عنوان" التي عُرضت لأول مرة في معرضه الأول في قصر الثقافة بالشارقة عام 1991.

تسترجع الانتقال إلى المجمع الثقافي الاحتفاء المستمر بالفنان وكافة فناني الإمارات منذ البدايات. أما عنوان المعرض فيأتي من سلسلة أعمال حديثة مستلهمة من أشكال الغيوم التي تربط بين مشاهد من مسقط رأسه ورحلاته. وتتضمن الأعمال حساً شعرياً يجمع بين الذاكرة والبيئة والتجريد.

جسد إبراهيم هذه الأفكار في منحوتات وأعمال مصنوعة من الورق المعجن، وُضعت على منصات مختلفة لتخلق معاً رؤية مستمدة من الذاكرة. تحول بهو المجمع معه إلى حديقة تجمع بين الخيال والواقع والأحلام، عبر الأقسام الأربعة: "على سفر"، "إبقاء البصري"، "عابرو الأشكال"، و"حيث تتحول الأرض لمساحة للّعب".

تضمن الأعمال المعروضة سلسلة أحدث أعماله عن الحشرات والغيوم، ولوحات أحادية الألوان بالأبيض والأسود التي تختزل الشكل بإيقاع بصري، بالإضافة إلى مختارات من سلسلة "الرجل الجالس" (2010 – 2015)، وعمل يُعرض لأول مرة بعنوان "المرأة الجالسة الوحيدة" (2010).

تعيد أعماله الرائدة في فن الأرض الظهور من خلال أرشيفيات مثل "أشجار مُقَمَّشة" (1996) و"دوائر خورفكان" (2004). كما يشمل المعرض عملاً مخصصاً بعنوان "الزمن، المكان، الفراغ" (2025)، أشرفت عليه القيّمتين نور المحيربي ومدية بطي التميمي، ويدعو الزوار لاستكشاف الأبعاد الزمنية والبيئية في ممارسة إبراهيم الفنية.

في القسم الختامي "حيث تتحول الأرض لمساحة للعب"، يقدم المجمّع الثقافي عملاً فنياً تفاعلياً جديداً بعنوان "مسموح اللمس" (2025)، وهو أول عمل للفنان إبراهيم يُصمم خصيصاً للتفاعل الحسّي. وفي الخارج في منطقة الحصن يُعرض عمل "واحة العين" (2023)، تكريماً للطبيعة الإماراتية.

تزامناً مع "غيمتان في سماء الليل"، افتتح معرض "وما بعد" بتقييم منصة دروازة التجريبية، ليضم أعمال مجموعة من الفنانين المتنوعين. يتميز المعرض بتنوع الأفكار التي تولّد تفاعل المتلقين، وتثير تساؤلات حول لحظات التحول من السكون إلى الحركة.

ركزت الأعمال على عنصرتحولات الهواء بمصطلحات عربية مستعرضةً مفاهيم السكون والريح الخفيفة. المعرض يقرب الزوار من طبيعتهم وتحولاتها التدريجية، ويدعو لاستشعار تغييرات حركة الهواء مع كل حالة.


مواد متعلقة