الجلطة العميقة: التهديد الخفي للأوردة الصحية

الأحد 11 مايو 2025 - 06:52 م

الجلطة العميقة: التهديد الخفي للأوردة الصحية

راشد مطر

تجلط الأوردة العميقة، أو ما يسمى أيضاً بتجلط الدم الوريدي، يعتبر حالة طبية خطيرة حيث تتشكل جلطة دموية في أحد الأوردة العميقة في الجسم. يمكن أن تسبب هذه الجلطات عرقلة في تدفق الدم عبر الوريد، وقد تحدث في أماكن مثل الساق، الفخذ، والحوض.

رغم عدم اكتشاف العديد من الجلطات بشكل فوري، إلا أن بعض الحالات تظهر من خلال أعراض مثل الألم المفاجئ أو التورم غير المفسَّر أو الاحمرار البسيط في الجلد. يمكن أن يحدث شعور غريب بالسخونة في مواقع معينة من الجسم، مثل الساقين.

الخطورة تكمن في إمكانية تحرك الجلطة تجاه الرئتين مؤديةً إلى انسداد مميت يُعرف باسم الانصمام الرئوي. يشدد الأطباء على ضرورة الكشف المبكر عن الجلطات ومعالجتها لتجنب هذه المضاعفات القاتلة.

تبدأ الجلطات غالباً بعد عمليات جراحية كبيرة أو بسبب الرقود الطويل في الفراش حيث يتباطأ تدفق الدم. كذلك، تتشكل الجلطات نتيجة إصابة جدران الأوعية الدموية أو اختلال آلية التجلط في الجسم.

من عوامل خطر الإصابة بتجلط الأوردة العميقة، تقدم العمر، ضعف عضلة القلب، سجل طبي لبعض الأمراض، وبعض أنواع السرطان. هذه العوامل تجعل الجلطة أكثر احتمالاً.

أعراض التجلط قد تتضمن الألم، الانتفاخ، أو تغير لون الجلد. وفي بعض الحالات، قد لا تكون هناك أعراض واضحة رغم وجود الجلطة.

لتأكيد التشخيص، يُطلب إجراء تحليل دم وقد يكون هناك حاجة للتصوير الوريدي أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو الموجات فوق الصوتية. هدف هذه الفحوصات هو التأكد من وجود الجلطة.

يبدأ العلاج باستخدام الهيبارين، لتخفيف القدرة على التجلط في الدم، ثم تُستخدم أدوية فموية لفترة أسابيع أو أشهر لمنع الجلطات. في الحالات التي لا يُمكن استخدام الدواء فيها، يُزرع فلتر في الوريد لمنع الجلطة من التحرك للرئتين.

للوقاية يُنصح بالحركة بعد الجراحة، والقيام بتمارين بسيطة للساق. استخدام الجوارب الطبية الضاغطة يساعد في تحسين تدفق الدم ومنع الجلطات.


مواد متعلقة