تحول الغابات المطيرة في أستراليا: من جمال الطبيعة إلى تحدي بيئي

الخميس 16 أكتوبر 2025 - 01:57 م

تحول الغابات المطيرة في أستراليا: من جمال الطبيعة إلى تحدي بيئي

ليلى زكريا

كشفت دراسة نُشرت في مجلة "نيتشر" أن الغابات المطيرة في أستراليا تعد الأولى عالمياً في انبعاث كميات من ثاني أكسيد الكربون تفوق تلك التي تمتصها، وربطت هذه الظاهرة المقلقة بالتغير المناخي.

تُعتبر الغابات المطيرة عادةً مصارف أساسية للكربون، حيث تمتص كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري. وتتوقع بعض الدراسات أن زيادة ثاني أكسيد الكربون يمكن أن تحفز نمو الغابات.

لكن كشفت أبحاث جديدة أن ارتفاع درجات الحرارة أسهمت في زيادة موت الغابات، مما جعل الغابات المطيرة بشمال أستراليا مصدراً لانبعاثات الكربون.

وصف باتريك ماير، المعدّ الرئيسي للدراسة، النتائج بأنها "مقلقة جدا"، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة تحدث في الغابات الطبيعية غير المتأثرة وتستمر لعدة سنوات.

قام الباحثون بتحليل سجلات نمو الغابات الاستوائية في كوينزلاند على مدى 50 عامًا، ووجدوا أن تحلل الأشجار الميتة منذ عام 2000 أطلق انبعاثات أكثر من تلك التي امتصتها الأشجار النامية.

أوضحت النماذج المناخية أن السبب الرئيسي هو درجات الحرارة القصوى المرتبطة بتغير المناخ وتأثيراتها على الرطوبة والجفاف، إضافة إلى الأعاصير التي يُتوقع أن تزداد مع تغير المناخ.

تتوافق هذه النتائج مع أبحاث الأمازون التي أظهرت أن الموت التدريجي للأشجار يُضعف قدرة الغابة على تخزين الكربون، بحسب ديفيد بومان من المعهد الوطني الفرنسي لبحوث التنمية.

تلمح الدراسة إلى أنه من المحتمل أن تشهد الغابات الاستوائية الأخرى نفس التغيير، لكن المؤلفين يشددون على الحاجة لمزيد من البيانات والأبحاث.


مواد متعلقة