الأغنية العربية تواجه تحديات جديدة في زمن ثقافة التريند
الجمعه 17 أكتوبر 2025 - 04:08 ص

شهدت الأغنية العربية المعاصرة على امتداد السنوات الأخيرة تحولات عميقة في الشكل والتوجهات والذائقة وصولاً إلى منطق معايير النجاح، فما كان يُعد في الماضي أغنية خفيفة أصبح اليوم نمطاً موسيقياً موحداً، وما كان يُعد استعراضاً هامشياً صار من ثوابت الساحة الإنتاجية، في زمن بات فيه الجمهور غير آبه بسحر القصيدة ولا بالموازين الموسيقية.
وفي زحمة هذه الأعمال الفنية اللاهثة وراء ثقافة "التريند" و"اللايك" وعدد المشاهدات، أجمع نقاد ومتخصصون في مجال الأغنية العربية على أنها تعيش اليوم بجدارة مرحلة "هبوط فني" واضح، وتدحرج مخيف نحو السطحية، مضى خلفها كوكبة من “كبار الفنانين” ونجوم العالم العربي.
في السنوات الأخيرة، أثار الكثير من النجوم العرب الذين عرفتهم الساحة الغنائية إشارات استفهام كبيرة، ونذكر على سبيل العد لا الحصر، الفنانة أصالة نصري التي ركبت للأسف موجة الاستسهال بالأغاني، مثل "ذاك الغبي" و"نكتة بايخة".
أما شيرين عبدالوهاب، التي تُعدّ من أجمل الأصوات العربية، فإن تجربتها بدت في السنوات الأخيرة مضطربة، لاسيما في تجارب المهرجانات التي كشفت عن ضعف في الأداء وتكرار في الاختيارات.
بدوره، لم يعد الفنان راغب علامة، صاحب "قلبي عشقها" و"ياريت فيي خبيها"، لسان حال العشق والهوى، بل بات نجم المنصات الرقمية، الذي انزلق إلى فخ الاستسهال بالأعمال، مثل "التقيل تقيل" و"شفتك اتلخبطت".
ورغم أن النجم المصري عمرو دياب لم يدخل أي منافسة بفضل ما يتكئ عليه من شهرة، فإنه أتقن هندسة الهبوط، لتبدو أعماله أعمالاً فنية متميّزة، متكئاً بالطبع على مكانته في أغانٍ، مثل "هتدلع" و"شايف القمر".
من جانبها، تحافظ نانسي عجرم على حضورها الطاغي في المشهد العربي، رغم ميلها "للسهولة المفرطة" في أغانٍ، مثل "ماتيجي ننبسط" و"مية وخمسين" و"صح صح".
من جهتها، تسعى بلقيس، من خلال أغانيها إلى تقديم "المرأة الجديدة" بصوت قوي وشخصية مستقلة، لكن جرأتها تحوّلت في بعض الأحيان إلى استعراض محسوب، لجذب الانتباه أكثر من مرحلة تطوير فني بعينها.
أما الفنان المغربي سعد لمجرد، فوقع في فخ السعي إلى تقديم إنتاج عالمي الشكل، لكنه فقير المحتوى، من خلال أغنية "الحلق" وأغنية "كازابلانكا".
أسماء أخرى كثيرة، أثارت الجدل، أبرزها الفنان مصطفى شوقي، الشهير بلغة أغانيه التي تلامس التهريج في كثير من الأحيان، مثل أغنية "ملطشة القلوب" و"بؤبؤ".
مواد متعلقة
المضافة حديثا