حكاية الجالية الصينية في دبي من أول برقية للطموحات الكبيرة
الأحد 20 أبريل 2025 - 04:42 م

احتفالاً باليوم العالمي للغة الصينية، نظمت مكتبة محمد بن راشد جلسة حوارية ثقافية، ناقشت تاريخ الجالية الصينية في دبي، مستندة في ذلك إلى كتاب التاريخ الصيني في دبي بحضور المؤلفين ماو يي مينغ والدكتور لي هوافاي، بينما شهدت الجلسة تفاعلاً واسعاً من قبل الحضور الذين شاركوا بنقاشات وأسئلة معمقة حول مضمون الكتاب وتجربة المؤلفين.
افتتحت الجلسة بسؤال مثير تم طرحه قبل عام 2020: هناك حوالي 300 ألف صيني في دبي، لكن كيف جعلت هذه الجالية من نفسها شيئاً من لا شيء؟ الكتاب يجيب عن هذا السؤال من خلال توثيق شامل لمسيرة الجالية الصينية في الإمارة، والتي لم تلقَ توثيقاً منظماً رغم أهميتها الاجتماعية والثقافية.
استعرض المؤلفان أبرز محاور الكتاب، بدءاً من الأدلة التاريخية الأولى على التبادل بين الصين ودبي، مثل قطع الخزف الصيني الأخضر من عهد أسرة سونغ، والتي اُكتشفت في موقع جميرا الأثري وتعرض حالياً في متحف دبي، وتعتبر نقطة البداية لسرد تاريخي لتبادل متعدد القرون.
ناقش المؤلفان محطات مهمة في التاريخ الحديث، مثل البرقيات الصينية الأولى المرسلة من دبي في خمسينات وستينات القرن العشرين، وافتتاح أول مطعم صيني في الإمارات، وظهور المعالجين الصينيين التقليديين، إضافة لنشأة الفلل الصينية وملامح الحياة المجتمعية الأولى.
تضمن الكتاب تحولات كبرى في تسعينات القرن الماضي، منها قصة سوق موشو الشهيرة ووصول تجار مدينة ونتشو الذين أعادوا رسم خريطة التجارة الصينية في دبي، إلى جانب انطلاق المعارض المتنقلة التي أدت لتأسيس مجمع التنين دراغون مارت.
تناول المؤلفان العصر الذهبي للأعمال الصينية في دبي بين 2000 و2009، حيث أنشئت مراكز الحياة المجتمعية الصينية الأولى، وتطورت العلاقات الاقتصادية بشكل غير مسبوق، مع دخول الإنترنت والتحولات الثقافية والاجتماعية.
تغطي الفصول الأخيرة الفترة بين 2010 و2019، حيث ازداد عدد السياح الصينيين وانتشرت بشكل أوسع في المناطق السكنية مثل المدينة العالمية، مع تاريخ موجز للطب والطعام الصيني وشراء العقارات في دبي.
تخلل الجلسة عروض موسيقية للألحان الصينية التقليدية، أضفت على الأمسية أجواء مميزة، كما تم كتابة أسماء الحضور باللغة الصينية على فواصل الكتب مما زاد تفاعل الجمهور.
تميزت الجلسة بتفاعل إيجابي من لدن الحضور الذين أبدوا إعجابهم بمحتوى الكتاب وأهمية توثيق التاريخ المجهول للكثيرين منهم، وأكد المؤلفان أن تسجيل هذا التاريخ يحمل أهمية كبيرة لمن عاشه، ووجها الشكر للصينيين القدامى في دبي على مساهمتهم في إنجاز الكتاب.
عكس اللقاء الذي عقدته مكتبة محمد بن راشد احتفالاً باليوم العالمي للغة الصينية عمق الروابط الثقافية والتاريخية بين الإمارات والصين، وأكدت أهمية السرد التوثيقي كوسيلة لحفظ التراث التاريخي للشعوب وتعزيز الفهم الثقافي.
مواد متعلقة
المضافة حديثا
الأكثر مشاهدة اليوم