خريجو الجامعات يفقدون فرص العمل المستقبلية بسبب غياب المهارات الرقمية الحديثة

الأربعاء 17 ديسمبر 2025 - 11:32 م

خريجو الجامعات يفقدون فرص العمل المستقبلية بسبب غياب المهارات الرقمية الحديثة

ميساء الشيخ

في العالم المعاصر حيث تتغير فيه الوظائف والمهارات باستمرار، أكد خبراء التعليم والتوظيف أن مهارات الطلاب تتطلب تغييراً جذرياً لمواكبة وظائف المستقبل. أصبحت الحاجة ماسة إلى "بوصلة للمهارات" تتماشى مع سوق العمل المستقبلية، خاصة في ظل التحولات الجذرية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي.

أشارت إحصاءات إلى أن 87% من الشركات تجد صعوبة في استقطاب كفاءات تمتلك المهارات الرقمية الضرورية. ومن المتوقع أن تشهد طبيعة المهن تغييرات جذرية خلال السنوات القادمة، بينما تتأخر المناهج الدراسية في مواكبة هذا التطور.

صرحت وزارة التعليم العالي بأنها تركز على تعديل التخصصات المستقبلية بمنهجية جديدة، لضمان مهارات تواكب سوق العمل المتغير باستمرار. وأكدت أن الهدف هو تحويل التوجهات إلى تعديلات جوهرية في البرامج الدراسية.

تعبر آراء الطلبة عن فجوة بين المناهج الدراسية وما تطلبه الشركات. بينما تسعى الأسواق للعمل نحو مهارات في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، تركز المناهج الحالية على نظريات تقليدية

تقول خريجة الإعلام خلود محمد: "ندرس الماضي، في الوقت الذي تتجه فيه الأعمال إلى تحليل البيانات وأدوات غير متوفرة في مناهجنا." وأضافت أن زملاءها يعتمدون على التعلم الذاتي لتعويض النقص في المهارات المطلوبة.

ذكرت تالا محمد تجربتها قائلة: "الشركات تسأل عن مهارات التفكير التصميمي والتحليل الرقمي، والتي لم نتعلمها في مناهجنا الحالية." وأكدت أن المناهج لا تلبي التطورات السريعة ولا تزال تقليدية.

وضح طالب الثانوي سراج الدين عمور غياب البوصلة المهنية المبكرة، مؤكداً أنهم يختارون التخصص بناءً على الرغبة الشخصية لا وفقًا لاحتياجات السوق المستقبلية.

أكد طالب الهندسة خالد محمد، أن هناك فجوة تقنية كبيرة في التخصصات العلمية، حيث أن ما يتعلمونه من أساسيات لا يكفي لمواجهة متطلبات الشركات حالياً.

أظهرت استطلاعات الرأي فجوة كبيرة بين ما يتعلمه الطلبة وما يحتاجونه في سوق العمل. يعتبر 42% من المشاركين أن "التفكير النقدي" هو المهارة الأهم قبل دخول الجامعة.

تطرقت نتائج الاستطلاع إلى تحديد متطلبات سوق العمل، حيث اعتبر 60% من المشاركين المهارات الرقمية كطريق حقيقي للفرص الوظيفية، مع أهمية الابتكار وريادة الأعمال.

للخبراء رأي واضح في ضرورة تعزيز دور مؤسسات التعليم العالي لدمج التقنيات الحديثة وتعزيز قدرة الطلاب على اكتساب المهارات المطلوبة لسوق العمل.

أصبح من الضروري وجود "منصة وطنية للمهارات" لسد الفجوة بين التعليم والاقتصاد، وتجهيز الإمارات لتكون قادرة على المنافسة في مجالات التكنولوجيا الحديثة بشكل أكبر.

نظام الإنذار المبكر الذي تحدث عنه د. جمال السعيدي يجب أن يكون نظاماً ينبّه من الاندثار المتوقع لبعض المهارات، ويقلل تكلفة التدريب في الشركات.

من الضروري أن تقدم منصة وطنية بيانات آنية عن الوظائف الأكثر طلباً، وتقارير تحدد مسارات مهنية تبدأ من مراحل الدراسة المبكرة.

تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يشير إلى أن سوق العمل يتغير كل 18-24 شهراً، مما يخلق فجوة زمنية بين التعليم وسوق العمل.

بينما تتغير المهارات المطلوبة بسرعة، تبقى المناهج الدراسية بدون تحديثات كبيرة مما يخلق فجوة في القدرة التنافسية للخريجين في العالم الرقمي المتقدم.

تقارير تشير إلى أن الإمارات تحتل المرتبة التاسعة عالمياً في الجاهزية والكفاءات، إلا أن الحاجة لتعزيز كفاءات مواكبة لعصر الذكاء الاصطناعي تعد ضرورة ملحة.

يصعد التقرير بأن 24% من القوى العاملة تشعر بامتلاك المهارات اللازمة للتقدم المهني مما يبرز الحاجة لوضع منصات إرشادية قوية.

الوزارة تؤكد على توجيه جهودها لمواءمة مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل، بالتعاون مع المؤسسات الاتحادية والمحلية وأصحاب المصلحة في القطاع الاقتصادي.

وفق تقارير، فإن نقص المهارات سيؤدي إلى خسارة اقتصادية عالمية ضخمة إذا لم يتم العمل على سد الفجوة بين التعليم واحتياجات سوق العمل.


مواد متعلقة