تقليص عدد السياح في الولايات المتحدة.. الصين تربح المعركة السياحية

الإثنين 06 أكتوبر 2025 - 08:28 م

تقليص عدد السياح في الولايات المتحدة.. الصين تربح المعركة السياحية

ناصر البادى

تتعدد الأسباب التي تدعو الكثير من الناس للتفكير مرتين قبل السفر إلى الولايات المتحدة. الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يعتبر أحد العوامل الأساسية وراء هذا التفادي، سواء كان الأمر يتعلق بسوء معاملة حرس الحدود للسياح، أو الكلفة العالية للسفر، أو انتشار قوات الحرس الوطني في المدن الأميركية.

وكشف تقرير نُشر مؤخراً من قبل المجلس العالمي للسياحة والسفر، خلال القمة العالمية الخامسة والعشرين في روما، عن استمرار فقدان الولايات المتحدة لمكانتها كوجهة سياحية مفضلة. هذا الأمر يعزى جزئياً إلى الخوف من المعاملة السيئة من قبل أفراد الأمن والسياسات العدائية للأجانب.

أشار التقرير إلى أن إنفاق السياح العالميين في الولايات المتحدة سيقلص بنحو 12.5 مليار دولار بحلول عام 2025، داعياً إلى تبني سياسات أكثر جاذبية وتقليل تكاليف التأشيرات. ويبلغ الدخل الإجمالي لهذا القطاع في الوقت الراهن حوالي 2.575 تريليون دولار.

يميل سكان بعض الدول بشكل خاص لتجنب السفر إلى الولايات المتحدة. فقد انخفض عدد الزائرين الكنديين بنسبة 20% في فبراير الماضي، من بينهم الكاتب الكوميدي كيث سيري المقيم في مونتريال. وألغى سيري خمسة عروض في نيويورك بسبب الوضع السياسي المتوتر، معبراً عن شعوره بعدم الأمان للسفر إلى هناك حالياً.

وعلى الجانب الآخر، من المتوقع أن تشهد الصين، السوق الثاني الأكبر للسفر والسياحة عالمياً، دفعة هائلة للقطاع. فقد أضافت صناعة السياحة 1.64 تريليون دولار إلى اقتصادها في عام 2024، ومن المتوقع أن يزيد هذا الرقم بنحو 22.7% بحلول عام 2025، مضيفة 260 مليار دولار أخرى.

ومن المتوقع أن تضيف اليابان، وهي خامس أكبر اقتصاد سياحي عالمياً، 13.8 مليار دولار إلى ناتجها المحلي الإجمالي هذا العام، حيث بلغ دخلها من القطاع نحو 310.5 مليارات دولار في عام 2024.

على الرغم من خسارة 2.2 مليار جنيه إسترليني من إنفاق الزوار الدوليين في اليابان العام الماضي، فإن القطاع أضاف 273 مليار جنيه إسترليني إلى الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الياباني.

ركزت الرئيسة التنفيذية المؤقتة للمجلس العالمي للسفر والسياحة، غلوريا جيفارا، على النمو الإجمالي للصناعة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تحتل الصدارة كأكبر سوق للسفر والسياحة عالمياً، بينما تستعيد الصين زمام المبادرة، وتبرز أوروبا بقيادتها في هذا المجال.

بحلول عام 2025، يتوقع أن يسهم قطاع السياحة والسفر بمبلغ 2.1 تريليون دولار، متجاوزاً الرقم القياسي السابق البالغ 1.9 تريليون دولار في عام 2019. تلعب إيطاليا دوراً محورياً في هذا السياق، حيث تعزز دور السياحة في تحريك عجلة الاقتصاد وخلق فرص العمل.

تنمو صناعة السفر بسرعة كبيرة على المستوى العالمي، حيث وفر القطاع 357 مليون وظيفة في عام 2024، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 371 مليون وظيفة قريباً. هذه الزيادة تعكس تأثير السياحة في التوظيف العالمي.

بحلول عام 2035، سيكون قطاع السفر والسياحة مسؤولاً عن واحدة من كل ثماني وظائف حول العالم، مع إضافة 91 مليون وظيفة جديدة. أغلبية هذه الفرص ستكون في منطقة آسيا والمحيط الهادي.


مواد متعلقة