روبلوكس: منصة الألعاب التي تهدد خصوصية الأطفال واختراق حساباتهم

الأحد 06 أبريل 2025 - 10:54 م

روبلوكس: منصة الألعاب التي تهدد خصوصية الأطفال واختراق حساباتهم

مسعود غانم

تحظى منصة روبلوكس بشعبية هائلة في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت أكثر الأماكن الترفيهية للأطفال عبر الإنترنت. تتيح المنصة للأطفال تصميم مناطق متعددة اللاعبين باستخدام وحدات البناء ولغة ترميز بسيطة في ملايين الألعاب المتاحة.

ولكن، استغل بعض المجرمين هذه الفرصة للإيقاع بالأطفال، خاصة أن معظمهم دون سن 13 عاماً. بحسب بيانات الشركة المنتجة للعبة، فقد أظهرت إحصاءاتها للنصف الثاني من عام 2024 أن مبيعاتها نمت لتتجاوز 3.5 مليارات دولار.

كما تجاوز عدد اللاعبين النشطين يومياً 79.5 مليوناً، قضوا مجتمعين نحو 17.4 مليار ساعة على المنصة. ورغم هذه الشعبية، حذر خبراء عبر الإمارات اليوم من مخاطر متعددة تهدد الأطفال في المنصة.

من بين هذه المخاطر اضطرابات الصدمة وتغيرات السلوك والإرهاب السيبراني والتنمر والابتزاز عبر المحادثات، حيث يستحيل التحكم بإحكام في التصنيف العمري للاعبين.

وبحسب خبير الأمن السيبراني عبدالنور سامي، فإن روبلوكس تتيح للمطورين إعداد الألعاب ونشرها على المنصة، التي غالبًا ما تتضمن الألعاب الجماعية للتحدي والتعارف، مما يمكن مستخدميها من إعداد ملف شخصي وإضافة الأصدقاء والتواصل معهم.

وأضاف أن اللعبة صُنفت لسن 12 عاماً فما فوق، رغم أن هيئة ألمانية حددت 16 عاماً كسن أدنى للاستخدام. هذا يعود إلى المخاطر التي يمكن مواجهتها في اللعبة.

المشكلة هي أن الأطفال لا يدخلون أعمارهم الحقيقية، مما يجعل إجراءات الرقابة غير فعالة بشكل دقيق. إلى جانب وجود شرائح عمرية مختلفة تصل إلى الأربعين تتواصل مع الأطفال.

ومن بين المخاطر التي تتهدد الأطفال تعرضهم لاضطرابات الصدمة والتغيرات السلوكية والإرهاب السيبراني والتنمر، خاصة مع الألعاب العنيفة وغير المناسبة.

يمكن أن يتسبب الدخول المتواصل لهذه الألعاب بصدمات للأطفال في سن مبكرة تؤثر على أدائهم المدرسي وصحتهم النفسية والجسدية.

وأشار إلى استغلال ضعاف النفوس للتطبيقات لإغواء الأطفال أو تهديدهم، مما يؤدي إلى الابتزاز الإلكتروني. وذكر أن هناك ألعاب تحتوي معاني غير صحية وتوجهات غير إنسانية.

ويمكن للأطفال التعرض للاختراق وسرقة حساباتهم في اللعبة، وهذا بسبب عدم معرفة الطفل بكيفية حماية أجهزته.

دعا الأسر إلى تحديد أوقات استخدام الأطفال للأجهزة لمنع التواصل مع الغرباء وحماية الأطفال من المحتوى غير الأخلاقي حتى مع الأصدقاء.

قال إنه يمكن للآباء ضبط إعدادات القفل الأبوي لحمايتهم، والتحقق من العمر في التطبيقات، ومتابعة الألعاب التي يلعبها الأطفال.

رئيسة جمعية الإمارات لحماية الطفل، الدكتورة بدرية الظنحاني، قالت إنها لعبة خطيرة قد تعرّض الأطفال لمحتوى ضار وغير مناسب، مثل الألفاظ النابية أو العنف.

نبهت إلى أن التفاعل مع الغرباء قد يؤذي الأطفال أو يستغلهم بطرق غير قانونية، وهناك مخاطر أخرى مثل إدمان اللعبة وتأثيرها على التحصيل الدراسي.

وقالت إن المحادثات في الألعاب يمكن أن تكون ساحة للابتزاز بطلب معلومات حساسة، وأيضاً يمكن أن تتعرض الأطفال للإيذاء أو التهديد، ما يؤثر في الصحة النفسية.

وأشارت إلى ضرورة مراقبة استخدام الأطفال للألعاب، وتوعيتهم بالتكنولوجيا بشكل آمن، والاستعانة بأدوات الرقابة الأبوية عند الحاجة.

وشددت المحامية مي الفلاسي على أهمية الرقابة الأبوية على لعبة روبلوكس، لحماية الأطفال من الابتزاز والتلاعب بهم من قِبل بالغين.

وقالت إن القانون الإماراتي يحمي الطفل من كافة المخاطر، ويجب الإبلاغ عن أي محتوى ضار مثل المواد الإباحية للأطفال.

دعت القانون في دبي إلى حماية خصوصية الأفراد جميعهم، بما فيهم الأطفال، لاسيما مع إطلاق مبادرات توعية تهدف لتحقيق السلامة الرقمية.

وأكدت على ضرورة اتخاذ الآباء الاحتياطات اللازمة في مواجهة المخاطر الإلكترونية، والإبلاغ عن أي مشكلة في الحال للجهات المختصة.


مواد متعلقة