التكنولوجيا الطبية تكتشف تسوس الأسنان قبل شهرين من حدوثه
الإثنين 07 يوليو 2025 - 01:31 م

قام فريق من الباحثين في كلية طب الأسنان بجامعة هونغ كونغ بتطوير نظام ذكاء اصطناعي الأول من نوعه عالمياً، يقدر على التنبؤ بمخاطر تسوّس الأسنان لدى الأطفال بدقة فاقت 90 في المائة. هذا الإنجاز العلمي يمهّد لتحول كبير في مجالي الوقاية والعناية بصحة الفم لدى الأطفال.
تسوّس الأسنان في الطفولة يعد أحد الأمراض الأكثر شيوعاً في مرحلة الطفولة حول العالم، ويرتبط عادة بتراكم البكتيريا الناتج عن استهلاك السكر وقلة اهتمام بنظافة الفم. يؤدي ذلك إلى تآكل طبقة المينا وظهور الثقوب خاصة في الأسنان الأمامية العلوية قبل الانتشار لباقي الأسنان.
علاوة على ذلك، يعتبر تسوّس الطفولة المبكرة ظاهرة تثير الفضول الطبي، حيث لا تصيب جميع الأسنان بنفس الدرجة بل تظهر في بعضها دون البعض الآخر، مما جعلها لغزًا طبيًا لفترات طويلة.
لذلك، تعاون الباحثون مع الأكاديمية الصينية للعلوم في دراسة امتدت على عام كامل شملت 2504 عينة من بلاك الأسنان لعدد من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات، بهدف فهم الظاهرة بشكل أعمق.
اعتمد الفريق على تقنيات تحليل ميكروبية متقدمة تشمل تسلسل الحمض النووي وتحليل الميتاجينوم لكشف الاختلافات بين الميكروبات في الأسنان. أظهرت النتائج تنوعاً طبيعياً في التركيبة الميكروبية بين الأسنان الأمامية والخلفية، ويتأثر بتحولات مثل تدفق اللعاب.
عند حدوث التسوّس، يختل هذا التوازن وتبدأ الميكروبات في التنقل مما يؤدي إلى تغييرات مبكّرة يمكن رصدها قبل الأعراض السريرية. من خلال هذه المعرفة، أنشأ الباحثون نظاماً ذكياً يُدعى "Spatial-MiC" يُمكِّن من تحليل بصمة كل سن على حدة وتوقع خطر التسوّس.
حقق النظام دقة 98 في المائة في الكشف عن التسوّس، و93 في المائة في التنبؤ به قبل ظهوره بشهرين، مما يجعله أكثر دقة من الطرق التقليدية التي تقيّم صحة الفم بشكل عام.
غيّرت هذه النتائج من النظرية السابقة حول تسوّس الأسنان، بوصفه لم يعد يعتبر مسألة محتومة، بل يمكن التنبؤ به والوقاية منه بفضل فهم التغيرات الميكروبية. يأمل الباحثون في توسيع الدراسة لتشمل أصناف متنوعة وتطوير اختبارات سريرية تستخدم عالمياً.
الهدف هو تحسين صحة الفم للأطفال حول العالم وتوفير وقاية مبكرة ضد التسوّس، لضمان بداية صحية أفضل لحياة الأطفال.
مواد متعلقة
المضافة حديثا