الصين وروسيا تتفوقان في سباق الصواريخ الفرط صوتية

السبت 20 سبتمبر 2025 - 03:17 م

الصين وروسيا تتفوقان في سباق الصواريخ الفرط صوتية

ناصر البادى

شهدت الصين هذا الشهر عرضًا عسكريًا هائلًا احتفالًا بنهاية الحرب العالمية الثانية في المحيط الهادئ. عرضت خلاله بكين صواريخ «الفرط صوتية» المضادة للسفن، محذرةً بذلك الولايات المتحدة. قد ترى الأخيرة حاملات طائراتها المغرقة في قاع المحيط في حال نشوء أي صراع مستقبلي، وبحسابات تصل لنحو 13 مليار دولار.

الصين ليست الوحيدة التي تنافس الولايات المتحدة في هذه الصناعة. روسيا أيضًا قطعت شوطًا كبيرًا في تطوير صواريخ «الفرط صوتية»، وتعتبرها السلاح الأمثل بفضل سرعتها العالية وقدرتها على المناورة.

على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال متأخرة عن الصين وروسيا في هذا المجال، إلا أن الخبراء يرون أنها تحقق تقدمًا. يقول توم كاراكو الباحث في واشنطن: «بينما نشغل بمحاربة الإرهاب، تستثمر الصين في تطوير هذه الأسلحة المتقدمة». وأشار إلى أن الصين تطورت، لكن الولايات المتحدة لا تزال تحاول اللحاق بها.

الأسلحة «الفرط صوتية» تتحرك بسرعة تعادل خمسة أضعاف سرعة الصوت، وهذه ميزة لها فوائد عسكرية كبيرة، ولكنها تثير مشكلات تصميمية تتعلق بالحرارة الناتجة.

يتركز تطوير هذه الأسلحة على نموذجين رئيسيين: صواريخ كروز المزودة بمحركات صاروخية والمركبات الانزلاقية الفرط صوتية. كلاهما يصعب اعتراضهما بسبب سرعتهما الفائقة وقدرتهما على تغيير الاتجاه.

الصين وروسيا تحققان تقدمًا في هذه التكنولوجيا، لكن ادعاءاتهما المبالغ فيها تجعل تقييم قدراتهما الحقيقية صعبًا. عرضت الصين في الثالث من سبتمبر الجاري مجموعة من الصواريخ الفرط صوتية، وتهدف لاستخدامها ضد السفن الحربية الأمريكية.

الصين بدأت في عام 2020 بتزويد قواتها بمركبة الانزلاق «دي إف- ز إف» الفائقة السرعة. استثمرت بكثافة في الاختبارات، وقال مايكل غريفن المسؤول الأمريكي بأن الصين أجرت اختبارات صواريخ «فرط صوتية» أكثر بـ 20 مرة من الولايات المتحدة خلال العقد الماضي.

برامج الصواريخ الفرط صوتية الروسية تشمل ثلاثة صواريخ رئيسية: أفنغارد، زيركون و كينزال. الأخير يعتمد على تقنية صواريخ باليستية قديمة، ورغم وصفته موسكو بأنه فرط صوتي، إلا أن أوكرانيا قالت أنها أسقطته، إضافةً إلى أنواع أخرى.

روسيا نشرت أسلحة فرط صوتية، بخلاف الولايات المتحدة التي يعاني برنامجها من التأجيل. لكن الجيش الأمريكي بصدد نشر سلاح "النسر الأسود" نهاية العام الجاري.

تأجيلات برامج الولايات المتحدة تتعلق بسلاح الاستجابة السريعة الماحوي عن الجو وصاروخ كروز الهجومي، لديهما مشكلات في التطوير. القوات الجوية تأمل بدء إنتاج سلاح الاستجابة الجوي عام 2026 والكروز عام 2027.

إدارة ترامب تهتم بسد الفجوة في الأسلحة «الفرط صوتية» مع روسيا والصين. خلال جلسة تعيين، قال نائب وزير الدفاع ستيفن فاينبرغ بأن «الولايات المتحدة أنفقت أموالاً قليلة جداً على هذه الأسلحة»، واصفًا إياها بأنها ضرورية للأمن القومي.

يبقى التساؤل عن مدى سرعة واشنطن في سد الفجوة في هذه القضية. قال كاراكو إنه لم ير مؤشرات حقيقية على تحويل الأموال لتطوير هذه الأنواع من الأسلحة.


مواد متعلقة