عدي الفردان يحوّل الذهب إلى قصة نجاح إماراتية متألقة

الأحد 18 مايو 2025 - 11:35 م

عدي الفردان يحوّل الذهب إلى قصة نجاح إماراتية متألقة

راشد مطر

في عالم يعج بالأسماء اللامعة والعلامات التجارية البارزة، يظهر صانع المجوهرات الإماراتي، عدي الفردان، كرجل يروي قصة نجاح إماراتية بامتياز. موهبته في الصياغة، وشغفه وانتماؤه لبيت عزيز على القيم الأصيلة، ساهمت في تألقه. بدأ رحلته من ورشة صغيرة وصندوق متنقل، ليواصل بثبات نحو تصميم قطع تتوارثها الأجيال.

استمد عدي الفردان شغفه بصناعة المجوهرات من مصنع والده، حيث كان يقضي عطل نهايات الأسبوع. أثناء تلك الفترة، تابع تقنيات التصنيع وتصاميم الأحجار الكريمة. رغم دراسته للمالية لفهم الأسواق بشكل أفضل، ظل اهتمامه الأساسي في المجوهرات.

صرح عدي لـ "الإمارات اليوم"، قائلاً: "كنت أوازن بين الجامعة صباحاً والمصنع ظهراً ومحل والدي عصراً، وفي كل مكان تعلمت مهارات جديدة. كما سافرت إلى فرنسا للتعلم، ونيويورك لاختيار الأحجار، وبقيت في هونغ كونغ للتعلم من أفضل الصاغة".

أسس عدي شركته الخاصة وهو يركز على الابتكار ويرفع سقف طموحاته. قال: "لم يعارض والدي استقلالي، بل أخبرني أن المجال يحتاج إلى شجاعة وأن الجيد يعيد صياغة القطعة حتى تصبح وراثة للأجيال".

تذكر بداية انطلاقه مع "الترانك" أو "الصندوق المتنقل" قائلاً: "كان الصندوق مليئًا بالمجوهرات وكنا نتنقل بين البيوت. أحياناً لم أبع شيئاً وأحياناً كسبت عميلًا جديدًا. كنت أتعلم من كل تجربة مستفيدًا من نصيحة والدتي دائماً لضمان المضي قدماً".

رأى الفردان أن المجوهرات ليست مجرد تجارة بل علاقة إنسانية. كل قطعة تحمل شعورا وذكريات، فالمرأة لا تشتري قطعة نادرة لمجرد قيمتها بل لحلم تحققه، لذا يسعى لتحويل أفكارها لمصمم فريد يعكس مشاعرها.

عن حِرفيته وإبداعه، يؤمن الفردان بدمج الخبرة التقليدية والتجديد الحديث. يستخدم الأحجار الطبيعية وإبرازها بتصاميم كلاسيكية وحديثة. أهميته تكمن في أن يعكس التصميم روح المشتري، وهو ما قد يستغرق أحياناً شهوراً لتكامله.

تجاه "العرض الحصري في البوتيك"، أوضح الفردان أهمية توفير تجربة فريدة للزبائن الباحثين عن التفرد، مؤكداً أننا نستقبل زبائننا عبر مواعيد خاصة قد تمتد لساعات، حيث الجواهر فن وصبر دقيق.

أبدى عدي فخره بأبرز القطع مثل عقد الطاووس، الذي تطلب ثلاث سنوات لصناعته، وطقم "دمج النوادر"، مكون من أحجار نادرة متنوعة، وهو عمل استغرق أربع سنوات ويبلغ قيمته 18 مليوناً و800 ألف درهم.

في عالم تلتقي فيه الجماليات بالمشاعر، تشير إبداعات عدي الفردان إلى عمق الرسائل الإنسانية وراء كل قطعة، مما يعزز الترابط عبر التذكارات الخاصة. كما استرجع لحظة تصميم خاتم خطوبة فريد من ثلاثة أحجار، تجسيداً لبيت شعر شهير، نال إعجاب الكثيرين واستمر في الإلهام.

لا ينافس الفردان إلا نفسه في مجال تصميم المجوهرات، مكرسًا جهوده للتجديد والحداثة. يقول: المنافسة الحقيقية تكمن في السعي الثابت كل يوم نحو الأفضل والبحث عن الجمال في كل قطعة وتصميم جديد.

يؤكد عدي الفردان أهمية الإرث العائلي والاجتهاد الشخصي لاستمرار النجاح. الرسم البياني لتطوره يعكس بدايته البسيطة من ورش صغيرة إلى إبداعاته المعترف بها اليوم، التي تباع بملايين الدراهم.


مواد متعلقة