الرغبة في إجازة مرضية: متلازمة الافتعال للتخلص من ضغوط العمل
الجمعه 25 يوليو 2025 - 12:42 ص

أكد أطباء أن توافد العديد من الأشخاص إلى أقسام الطوارئ والعيادات بهدف الحصول على إجازة مرضية بسبب شعورهم العام بالمرض يرتبط بمشكلات نفسية معروفة بمتلازمة الافتعال. وأوضحوا أن هناك فرق كبير بين هؤلاء الأشخاص الذي يعانون من اضطرابات نفسية وآخرين يزعمون المرض للتهرب من المسؤوليات المهنية.
أسباب نفسية عدة قد تُسبب وصول الفرد إلى هذه المتلازمة، وفي بعض الأحيان يرجع ذلك إلى هروب الشخص من ضغوط نفسية أو مهنية تفوق قدرته على التحمل. وقد يكون لدى الشخص قلق أو خوف داخلي يعيقه عن تحمل المسؤوليات، فيلجأ للمرض كوسيلة للهروب من الضغوط.
وأشار الأطباء إلى خمس خطوات تساعدهم في التمييز بين من يدّعي المرض ومن يكون مريضًا فعليًا. تشمل هذه الخطوات الاستفسار المباشر عن سبب الزيارة وإجراء تقييم سريري شامل، مع ملاحظة تكرار الزيارات غير المبررة لأقسام الطوارئ والرجوع إلى السجلات الطبية.
وأضافوا أنه عند غياب المبرر الطبي الواضح، يتم الامتناع عن منح الإجازة الطبية حفاظًا على مصداقية التقارير وضمانًا للمصلحة العامة. وهذا يتطلب التواصل الواضح مع المراجع لفهم دوافعه الحقيقية وراء طلب الإجازة بدون إصدار أحكام مسبقة.
أكدت أخصائية علم النفس، الدكتورة ريهام عمار، أن بعض الأفراد يشعرون بالمرض لأسباب نفسية عميقة، وهذا يدفعهم للحصول على إجازة من العمل. وأضافت أن أسباب هذا السلوك تختلف، فقد يكون عجز الشخص عن تحمل ضغوط معينة هو السبب الرئيسي.
وقد يلجأ البعض إلى المرض كوسيلة لكسب تعاطف المحيطين أو لتحقيق مكاسب ثانوية كتخفيف الواجبات أو تحسين ظروف العمل. اللاشعور هنا يلعب دورًا حيث قد لا يكون الشخص مدركًا لتصرفاته التي يقوم بها كرد فعل على الضغوط.
من المهم أن يتم تقييم الشخص نفسيًا لمعرفة ما إذا كانت دوافعه مدركة أم لا. كما أن الحالات التي تستعرض لدى العيادات النفسية غالبًا ما تربط بين الأعراض الجسدية والحالة النفسية للفرد، مما يتطلب تشخيصًا دقيقًا.
أما أخصائية طب الطوارئ، الدكتورة مي خلفان الكتبي، فتؤكد على أهمية التعامل بحذر مع من يزورون الطوارئ لطلب إجازات بدون مبرر طبي. وتشمل الإجراءات المعتمدة لتحديد صحة المرض، استفسارًا مباشرًا وتقييمًا سريريًا وفحصًا للتاريخ المرضي.
كما أن التواصل مع المريض دون أحكام مُسبقة يُمَكن الطبيب من فهم دوافعه النفسية أو الاجتماعية، وعند عدم وجود مبرر صحي يتم الامتناع عن منح الإجازة.
استشاري طب الأمراض الباطنية، الدكتور حسن المشتهري، أشار إلى مواجهة حالات يطلب فيها المرضى تقارير أو إجازات بدون مبرر، وقام بتوجيههم لمراجعة نفسية متخصصة عند الحاجة.
التعامل الراشد مع هؤلاء المرضى يتطلب حرصًا جيدًا ليستفيدوا من الاستشارة النفسية المتخصصة وتجنب المخاطر المحتملة. تشمل عوامل التقييم الالتزام بالفحوصات السريرية والمخبرية والربط بين الشكاوى نتائج الفحوصات.
وأيضًا يشارك الدكتور المشتهري في ضرورة التنسيق بين مختلف التخصصات الطبية خاصة عندما تتطلب الحالة خطة علاجية نفسية، قد تكون جلسات علاج نفسي أو وصف أدوية مناسبة لحالة المريض.
الأعراض المفتعلة المتكررة تتضمن النزيف المبالغ فيه والقيء غير المنطقي وفقدان الوعي في ظروف غير متوقعة. ويواجه الأطباء تحديًا في الشك بمصداقية المريض بينما يجب عليهم مراعاة مشاعرهم.
الحالات تتطلب تقييمًا شاملاً وتنسيقًا مع عدد من التخصصات لضمان تقديم العلاج الأمثل للمريض في حال وجود أي مشكلات نفسية.
مواد متعلقة
المضافة حديثا