مواطنة تجاهد 9 سنوات لإنقاذ زوجها من الإدمان

الأحد 13 يوليو 2025 - 05:23 ص

مواطنة تجاهد 9 سنوات لإنقاذ زوجها من الإدمان

ضاحى بن سرور

نجحت زوجة مواطنة في إنقاذ زوجها من الإدمان بعد معركة طويلة خاضتها بصبر وعناد، مدفوعة بإيمان عميق لازمها تسع سنوات تقريباً. على الرغم من أنها عرفت خلالها ألواناً من الألم والعنف والعزلة، فإنها وضعت أمامها هدفاً واحداً لم تحد عنه، وهو أن تُعيد زوجها إلى طبيعته.

وقالت: "لم يكن زوجي العدو، بل المخدرات." وأوضحت أن سقوطه بدأ عندما عاد في حالة غير طبيعية بعد خروجه مع أحد أصدقائه وانهال عليها بالضرب، وكانت تلك المرة الأولى التي يحدث فيها مثل ذلك، كما كانت الإشارة الأولى لما ستواجهه من شقاء مستقبلاً.

وأدركت من آثار الحقن على ذراعه أنه دخل في نفق الإدمان، فأبلغت والدته وإخوته على أمل إنقاذه مبكراً، ولكن لم يفلحوا. واجهت وحدها معركة من أجل إنقاذ زوجها، واستمرت رغم صعوبة المهمة وتمسكت بالأمل وعدم تسليمه لمرضه مهما كلف الثمن.

طوال سنوات طويلة، عانت الزوجة من أقسى ما يمكن أن تتحمله المرأة، وخاصةً خلال نوبات التعاطي التي كانت تحول حياتها إلى مشهد صامت من الخوف والدموع المكتومة. حاولت الحفاظ على سر زوجها والتزمها بهذه المهمة بكل شجاعة.

أبقت أطفالها بعيداً عن التأثيرات السلبية على الرغم من صعوبة الموقف. كانت تتعمد إبعاد زوجها عن رفقاء السوء وبيئة الإدمان حيث أنها كانت دعامة قوتها وأملها بإعادته إلى طبيعته ودوره الأسري.

وكما هو متوقع، باتت الزوجة المعيل الوحيد للأسرة عندما فقد زوجها عمله بسبب تدهور حالته. رغم ذلك، تماسكت بصلابة وإصرار كبير لدعم الأسرة وعدم التفريط في الأمل.

وبعد أن قبضت الشرطة عليه وكان هذا نقطة تحول كبيرة في الحالة، بدأت تتبع حالته بشكل أكبر وتواصلت مع الجهات المعنية لمساعدته في العلاج والتعافي.

كانت تؤمن أن زوجها ليس مجرماً، بل مريض يحتاج إلى فهم ومساعدة، ولذلك خضع للعلاج لمدة ثلاثة أشهر في المصحة ومن ثم عاد للحياة بشكل أفضل حيث استقبل المجتمع بترحاب واستعاد نشاطه الاجتماعي.

رسالتها لكل من يعيش ظروفاً مشابهة بأن المدمن ليس شخصًا شريرًا بل يحتاج لدعم وتفهم وتقديم الأمن والهدوء لإعادة بناء حياته من جديد.


مواد متعلقة