مايا الهواري: الحزن الذي أبهرني بتعلم الدروس وتحقيق الإنجازات
الأحد 22 يونيو 2025 - 02:10 ص

بعد أن مرت بتجربة الحزن والاكتئاب، تحولت مشاعر الدكتورة مايا الهواري إلى قوة دافعة للتقدم والفهم الذاتي. واتخذت قرارا بإتمام تعليمها الجامعي، لتصبح أول إماراتية مختصة في الذكاء العاطفي، وهو مجال تهدف من خلاله إلى توصيل رسالة إنسانية في عصرنا الذكي تقنيًا.
وأشارت الدكتورة مايا إلى أن الذكاء العاطفي يركز على فهم الذات كمنطلق للنجاح الشخصي والمهني، وتؤكد على أهمية هذا الذكاء في ظل التطور التقني السريع والذكاء الاصطناعي، الذي جعل الناس بحاجة ملحة لفهم ذاتهم والاتصال بالآخرين بطرق أكثر فاعلية.
في لقائها مع «الإمارات اليوم»، تحدثت عن تجربة الاكتئاب التي واجهتها، حيث عملت لسنوات طويلة في مجال التعليم، وعانت من فقدان ابنة صديقتها، مما أدخلها في موجة حزن لمدة ثلاث سنوات. وعلى الرغم من تلك الظروف، كانت هذه الفترة الأكثر تعليمًا وفهمًا لها، إذ طرحت على نفسها العديد من الأسئلة حول دورها في الحياة.
وتؤكد الهواري على ضرورة المرور بالتجارب القاسية لأجل تطوير الذات والامتنان للخالق على الأقدار التي تواجه الإنسان، مشددة أن التعامل مع النفس بصدق وواقعية هو الطريق لإصلاح الذات.
قررت الهواري استكمال تعليمها في جامعة حمدان بن محمد الذكية، وركزت أطروحتها على الذكاء العاطفي وعلاقته بالقيادة الناجحة، حيث لاحظت اهتمام الجمهور بالمحتوى الذي تقدمه على منصات التواصل الاجتماعي.
تؤكد الهواري أن الذكاء العاطفي يتفوق على الذكاء الأكاديمي بفضل تأثيره البالغ على النجاح المهني والشخصي، لذا ينبغي على الجميع تطوير هذا النوع من الذكاء لفهم الذات والتفاعل مع المجتمع بطرق فعالة.
وأشارت إلى أهمية مهارات مثل الاستماع والإنصات وتقليل الكلام وتعلم الفراسة والحدس والملاحظة، حيث تعلمتها من ابنتها التي تنتمي إلى أصحاب الهمم والتي علمتها فن الملاحظة والتأني في التعامل مع الآخرين.
تقدم مايا الهواري ورش عمل ومشورات حول العلاقات الاجتماعية، وتلاحظ أن اعتماد الكثيرين على تقنيات مثل «شات جي بي تي» يحول دون الحفاظ على الاتصال الإنساني الفعلي، مؤكدة أن الحاجة للاتصال الإنساني تزيد مع زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
تحدثت عن الذكاء العاطفي كآلية لتسيير النفس، بخلاف علم النفس الذي يفسر السلوك بطرق علمية، مما يجعل الناس بحاجة للاكتشاف الذاتي والدعم في مواجهة الصعاب التي تمر بهم عبر الحياة.
تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي عاملاً مؤثراً في تعزيز الفردية لدى مستخدميها، وتنبه إلى ضرورة التركيز على العلاقات الإنسانية وقيمتها في ظل التعلق المتزايد بالعالم الافتراضي.
تحضر مايا لإطلاق كتاب جديد بعنوان «استشر مايا الهواري»، والذي يتضمن تجارب ونصائح من حياتها وخبرتها العملية لتساعد الآخرين في التعامل مع تحديات الحياة اليومية.
الدكتورة مايا تعمل أيضًا في المجال التعليمي كإدارية، وتعتبر أن هذه الوظيفة أكسبتها مرونة القيادة وتقديم الآراء بحكمة واحترام، خاصة بعد تسلمها منصبًا قياديًا بطريقة غير تقليدية، مما يفرض عليها تحديات جديدة ومسؤوليات كبيرة.
توحي تجربة الدكتورة مايا بأن كل ألم يمكن أن يكون بوابة لفهم أعمق للذات وللحياة، بشرط التحلي بالصبر والشجاعة لمواجهة الواقع والعمل على تحسين النفس بشكل مستمر.
مواد متعلقة
المضافة حديثا