الرئيس البرازيلي يحذر ترامب: الديمقراطية والسيادة ليستا للتفاوض
الإثنين 06 أكتوبر 2025 - 08:25 ص

لقد وجه الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، رسالة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكداً فيها أهمية الديمقراطية والسيادة. كما أعرب عن رفضه لفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على البضائع البرازيلية، واصفاً الخطوة بأنها غير مبررة اقتصادياً ولها دوافع سياسية.
في مقاله الذي نشر في صحيفة «نيويورك تايمز»، أشار دا سيلفا إلى أنه راقب عن كثب القرارات الاقتصادية التي أصدرتها إدارة ترامب، موضحاً أنه لا يوجد عجز تجاري مع البرازيل حيث حققت الولايات المتحدة فائضاً تجارياً قدره 410 مليارات دولار على مدار الـ15 عاماً الماضية.
عبر المقال، أعرب دا سيلفا عن رغبته في تعزيز حوار صريح وشفاف مع ترامب، وذكر أن خبرته الطويلة في السياسة الهمته أهمية الاستماع إلى جميع الأطراف والمصالح قبل اتخاذ القرار، خاصة بعد تتبع التصريحات المتعلقة بفرض التعرفة الجمركية على البرازيل.
وعلى الرغم من أن الأهداف الأمريكية لاستعادة الوظائف وتعزيز قطاع التصنيع مشروعة، يرى دا سيلفا أنه يجب تقييم الوسائل المستخدمة بعناية، حيث طالما حذرت البرازيل من السياسات الليبرالية المطلقة التي تنادي بها الولايات المتحدة فيما يُعرف بـ«إجماع واشنطن».
وفي هذا السياق، يشير دا سيلفا إلى أن العودة إلى النهج الأحادي في التعامل مع البلدان الاقتصادية الشريكة، كما هو الحال مع البرازيل، لا يمكن أن تكون حلاً قابلاً للتطبيق بل هي خطوة لا تستند إلى الأسس الاقتصادية الصحيحة.
في الحقيقة، التعرفة الجمركية المفروضة من قبل الولايات المتحدة لا تستند إلى تخلف اقتصادي معين كما يشرح دا سيلفا. بل إن الولايات المتحدة حققت فائضاً تجارياً على مدار السنوات، مما يثير التساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذه الإجراءات.
وأعرب دا سيلفا عن قلقه من استخدام التعرفة الجمركية كأداة سياسية للضغط على البرازيل، مثل استخدام قانون «ماغنتسكي» للضغط من أجل منح الحصانة للرئيس البرازيلي السابق، وهو الأمر الذي يراه دا سيلفا كمعارض لإرادة الشعب وحقوقهم الديمقراطية.
من ناحية أخرى، يعبّر دا سيلفا عن فخره بقرار المحكمة العليا مؤخراً، مؤكداً على أهمية حماية مؤسسات الدولة والديمقراطية والالتزام بسيادة القانون بناءً على الدستور البرازيلي لعام 1988، الذي أقر بعد الكفاح ضد الحكم العسكري.
وبينما تتصاعد التوترات، يرفض دا سيلفا الاتهامات الأمريكية التي تصف النظام القضائي البرازيلي بممارسة الرقابة على شركات التكنولوجيا الأمريكية، مؤكداً أن منصات الرقمية تخضع للقوانين نفسها في البرازيل، ويسعى إلى حماية المجتمع من خطاب الكراهية والمعلومات المضللة والجرائم الإلكترونية.
كما يدحض دا سيلفا الاتهامات الأمريكية، مشيداً بنجاح نظام الدفع الإلكتروني البرازيلي مؤكداً فعاليته في الشمول المالي دون أن يشكل تهديداً لأي طرف خارجي.
يرى دا سيلفا أن العلاقة بين الولايات المتحدة والبرازيل تمتد لقرنين، ويجب أن تقوم على الاحترام والتعاون بدلاً من التهديدات والإجراءات الأحادية. ويحث على عدم إعاقة الخلافات الأيديولوجية للتعاون البنّاء خاصة في ظل التحديات المشتركة.
ويؤكد على استعداد بلاده للحوار والتفاوض حول جميع المواضيع ذات الفائدة المشتركة باستثناء سيادة البرازيل ونظامها الديمقراطي، داعياً لعلاقة مبنية على الاحترام بين الدولتين.
في النهاية، يشير دا سيلفا إلى جهود البرازيل في حماية الأمازون، حيث شهدت البلاد انخفاضاً بنسبة 50% في معدلات قطع الأشجار خلال العامين الماضيين، لافتاً إلى دور السلطات في مصادرة الأصول المستخدمة في الجرائم البيئية.
ومع ذلك، يصرح بأن حماية الأمازون لن تكون ممكنة بدون التعاون الدولي لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تهدد بتحويل الغابات المطيرة إلى أراضٍ جافة، مفيداً بأن اختلال المناخ سيكون واسع النطاق، بما في ذلك مناطق في الغرب الأوسط الأميركي.
مواد متعلقة
المضافة حديثا