كريم صاحب يوثّق اللحظة بـ 400 صورة عراقية خاطفة
الجمعه 09 مايو 2025 - 04:29 ص

منذ أكثر من عشرين عاماً، قرر المصور العراقي الشهير، كريم صاحب، أن يحمل كاميرته ويخرج إلى العالم، يبحث عن لحظة تليق بأن تُخلد في الأذهان. تنقل بين الصحارى والمدن، بين ساحات الحرب ومهرجانات الفرح، ليجمع أكثر من عشرات الآلاف من الصور في أرشيفه الشخصي.
بعد هذه الرحلة الطويلة، قدم كريم صاحب خلاصة تجربته المميزة في كتاب واحد بعنوان «عين تصطاد اللحظة». أطلق الكتاب مركز أبوظبي للغة العربية كجزء من مشروع «إصدارات» وسلسلة «رواد بيننا». بالنسبة لصاحب، كان لحفل توقيع الكتاب معنى خاص، إذ تضمن 400 صورة نشرتها كبرى وسائل الإعلام ووُثقت في أرشيف الأمم المتحدة.
خلال حفل التوقيع، قال كريم صاحب: "لأول مرة تظهر صوري مشروحة باللغة العربية"، بعد أن عُرضت سابقاً بشروح إنجليزية وفرنسية وإسبانية. غلاف الكتاب نفسه يستحق التأمل، إذ التقطت الصورة بعد أسبوع من الرصد في صحراء ليوا بالإمارات، جاملاً فيه جمال البيئة الطبيعية لصحراء الربع الخالي.
السرد البصري في الكتاب يمتد بين عامي 2005 و2025، يشمل مشاهد متنوعة من الأنشطة كالمقناص والمهرجانات والأحداث الرياضية. بالإضافة إلى التوثيق، تروي كل صورة في الكتاب جزءاً من حكاية، وتكشف عن فلسفته في التقاط المشاهد. يقول صاحب: "الصورة ليست مجرد إطار، بل هي نص صامت يحمل معنى".
صاحب، الذي اشتهر بلقب «صائد الجوائز» في العراق، يؤمن بأن الصورة يجب أن تكون جميلة وهادفة، تلقي الضوء على قضية معينة، سواء كانت هذه القضايا موجودة في شارع مزدحم أو كثبان رملية جرداء.
عن خلفيته الأكاديمية، أشار صاحب إلى أنه درس الفن في أكاديمية روما الإيطالية ومن ثم في جامعة السوربون الفرنسية، حيث تعلم كيفية تحميل الصورة برسالة يفهمها الناس من مختلف الثقافات دون حاجة للترجمة.
عمل صاحب مع وكالة الصحافة الفرنسية لسنوات عديدة، ملتقطاً وجوه الحرب والسلام. صور العراق ولبنان وأفغانستان دون أن يتخلى عن شغفه بالجمال، مظهراً توازناً دقيقاً بين الضوء والظل.
لصاحب علاقة مميزة مع دولة الإمارات، حيث التقط صوراً مدهشة صنفت من بين الأفضل عالمياً. استطاع صاحب فهم التوازنات الخفية بين أصالة الماضي واستشراف المستقبل، ما جعل تجربة الإمارات استثنائية في عينه وعيون العالم.
مواد متعلقة
المضافة حديثا