فن ومحبة في صحراء الإمارات: معرض التنوير المفتوح
الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 - 03:21 ص
من قلب الصحراء الفسيحة في موقع الفاية التاريخي، المدرج حديثاً ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، نجح 11 فناناً في إنشاء حوار متكامل بين الفن والطبيعة الصحراوية من خلال أعمالهم المبتكرة التي عُرضت في مهرجان تنوير تحت رعاية الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي.
الدورة الثانية من مهرجان تنوير التي انتهت مؤخراً بصحراء مليحة في الشارقة حملت شعار "ما تبحث عنه يبحث عنك". جمهور الفنانين استمدوا إلهامهم من حكمة جلال الدين الرومي، وحولوا الصحراء إلى معرض مفتوح يعكس التراث الثقافي والترابط العميق مع الطبيعة.
في ختام المهرجان، بعثت الشيخة بدور برسالة تتمحور حول الأمل والارتقاء الذاتي، مؤكدة أن ما أُنجز سيظل حياً في الذاكرة، حاثةً على اتخاذ قرارات تربطنا بغاياتنا الأعمق.
وخلال الاحتفال، دعت الشيخة بدور القاسمي الحضور إلى حمل تجربة مهرجان تنوير إلى واقعهم اليومي، وأيضاً إلى مجتمعاتهم، ليكونوا قادة تغيير نحو السلام والوحدة.
قدم الفنان الإماراتي جمعة الحاج عملاً بعنوان "همسات الحقيقة"، مجسماً ضخماً يضم ثماني علامات اقتباس صممت من الفولاذ، ترمز إلى الأفكار المتنامية بمرور الزمن.
وبيّن الحاج أن التراث الشفهي يحتل مكانة مهمة في العالم العربي، حيث يتشكل الأفراد من مجموع الأفكار والموروث الثقافي مِن حولهم.
وعملت المصممات في ستوديو "ون ثيرد" على مشروع "انعكاسات" الذي يعيد تصور الكهف كمرآة للذات، مستلهم من كهوف مليحة القديمة والتكوينات الجيولوجية لمنطقة الفاية.
فضلت المصممات استخدام المرايا لتظهر انعكاسات الزوار، مشيرين إلى أن التحدي كان في تثبيت المكونات على الصخور بشكل دقيق.
الفنانة روضة الكتبي عرضت عملها "رواسب الزمن"، الذي يجسد قطرات الماء باستخدام 120 كرة نحاسية، مستلهمة من تاريخ مليحة التاريخي كمنطقة كانت تحت سطح البحر.
وذكرت الكتبي أنه كان على العمل أن يتحمل التغيرات البيئية، لذا اختارت النحاس كمادة رئيسية لتجسد فكرة التغير بمرور الزمن.
فيما قدم الفنان الباكستاني شابير مير عملاً بعنوان "حديقة الكلمة"، يستخدم فيه الأحرف العربية لترمز إلى الترابط الثقافي والديني.
أوضح شابير أنه استخدم الستانلس ستيل لتكوين الأحرف، مع دمج الألوان الذهبية والحمراء لإضفاء لمسة بصرية حيوية.
الفنانة السورية تالين هزبر قدمت عملها "رادي"، حيث كان التركيز على إبراز المراحل المختلفة للتاريخ البشري وتطور الحضارات.
تقول تالين إن التفاعل بين الفن والبيئة الطبيعية في الصحراء يضيف بعداً جديداً للعمل، يتطلب من الفنان اتخاذ قرارات دقيقة لتناسب السياق المحيط.
مهرجان "تنوير"، الذي استمر ثلاثة أيام، قدم تنوعاً واسعاً في الأعمال الفنية، بما يشمل الاختلاف في المواد والمواضيع المطروحة، مع وعد بالكشف عن مواقع عرضها المستقبلي في ديسمبر المقبل.
مواد متعلقة
المضافة حديثا