ما أضرار تناول حبة دواء واحدة على المريء؟
الأربعاء 26 نوفمبر 2025 - 06:09 م
استهلاك البشر للدواء حول العالم يصل إلى 3.8 تريليونات جرعة سنوياً، أغلبها على هيئة حبوب تُبلع نظراً لسهولة تناولها وأمانها النسبي. ومع ذلك، قد لا يعرف الكثيرون أن هذه الحبوب قد تسبب ألمًا شديدًا ومضاعفات خطيرة إذا علقت في المريء.
يوضح آدم تيلور، أستاذ التشريح بجامعة لانسكتر، أن هذه الحالة تُعرف بالتهاب المريء الدوائي. تحدث عندما يعلق قرص أو كبسولة في الجزء السفلي من المريء، مما يُسبب حروقاً كيميائية والتهاباً مؤلماً عندما تُذوّب وتطلق مكوناتها الكيميائية.
رغم ندرة الإبلاغ عن هذه الحالات، تشير الدراسات إلى أن معدل الحدوث يصل إلى 3.9 حالة لكل 100,000 شخص سنوياً. تُشفى الحالات البسيطة تلقائياً غالباً بدون الحاجة لتدخل طبي، مما يقلل من الإبلاغ عنها بشكل واسع.
تُعتبر النساء في منتصف العمر من أكثر الفئات تعرضًا، بسبب تناولهن الأدوية بكثرة، خاصة لصحة العظام. كما يشكل كبار السن فئة عالية الخطورة نتيجة لتغيرات تتعلق بالتقدم في العمر تُبطئ حركة المريء. حتى الأطفال يمكن أن يكونوا في خطر بسبب ضيق حجم المريء وصعوبات البلع لديهم.
لا يقتصر الأمر على الأدوية القوية؛ فبعض الأدوية الشائعة يمكن أن تسبب نفس المشكلة. وتأتي في المقدمة البيسفوسفونات المستخدمة لعلاج هشاشة العظام، تليها مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الأسبرين والإيبوبروفين، والمضادات الحيوية من نوع التتراسيكلين.
حتى المكملات الغذائية والفيتامينات يمكن أن تشكل خطرًا. فقد تم ربط أقراص الكافيين، ومكملات البوتاسيوم، وفيتامينات C وE بجرعات عالية بحالات التهاب المريء.
الأعراض تشبه حرقة المعدة ولكنها قد تكون أكثر شدة، تشمل ألماً حاداً خلف عظمة الصدر وصعوبة في البلع أو ألمًا عند البلع. ويمكن أن تؤدي القرحة في الحالات النادرة وغير المعالجة إلى تمزق في جدار المريء وحدوث عدوى خطيرة.
ينصح الخبراء بعادات بسيطة لتفادي المشكلة، مثل تناول الدواء بكوب كامل من الماء لدفعه إلى المعدة مباشرة، وتجنب الاستلقاء بعد تناول الدواء أو تناول عدة حبات معاً.
معظم الحالات الخفيفة تُشفى في غضون أيام أو أسابيع بعد إيقاف الدواء المسبب. لكن اليقظة واستشارة الطبيب حال ظهور أعراض مستمرة هما الأهم لتجنب تفاقم أي مشكلة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا