علاج اللعب: طريقة آمنة لاستعادة الذكريات المؤلمة وفقاً لمختص نفسي

الأحد 16 نوفمبر 2025 - 10:40 م

علاج اللعب: طريقة آمنة لاستعادة الذكريات المؤلمة وفقاً لمختص نفسي

ضاحى بن سرور

يُعتبر اللعب لغة عميقة تتجاوز اللغة المنطوقة وتفتح الباب للتعبير عن المشاعر الداخلية التي قد لا تُعبر عنها الكلمات بكل دقة.

اللعب لا يقتصر فقط على الترفيه أو التحصيل الدراسي، بل يتخطى ذلك ليصبح وسيلة فعالة للعلاج النفسي، تُعيد للإنسان توازنه، سواء كان طفلاً يواجه آثار الصدمات، أو بالغاً يسعى للاستقرار وسط أعباء الحياة.

أفاد الدكتور أمجد أبو جدي، متخصص في العلاج باللعب، أن العلاج باللعب يعد نهجاً علاجياً شاملاً يعتمد على توظيف بيئة اللعب لفهم وتحليل التجربة النفسية.

أوضح الدكتور أمجد أن العلاقة بين العلاج باللعب والعلاجات النفسية الأخرى علاقة تكاملية، إذ تتيح للمعالج الاستفادة من الأساليب النظرية لمدارس العلاج النفسي الأخرى وإدماجها في السياق العملي.

ذكر الدكتور أن العلاج باللعب أداة حيوية لدعم الأطفال ضحايا العنف، حيث يقدم لهم وسيلة آمنة للتعبير عن تجربتهم المؤلمة.

أوضح أن اللعب يساعد الأطفال على التعبير عن مشاعرهم بالرموز بدلاً من الكلام، نتيجة للاضطرابات التي تحدث في مراكز اللغة بسبب التجارب الصادمة.

شدد الدكتور على ضرورة تدريب العاملين في مختلف القطاعات على فهم تقنيات العلاج باللعب، لأنه يساعد في تجنب الصدمة الثانية عند التعامل مع الأطفال.

وأشار إلى إمكانية استخدام أساليب اللعب في استجواب الأطفال، حيث تلعب الألعاب دوراً في التعبير عن التجارب وتقديم مؤشرات نفسية مفيدة.

أكد الدكتور أن اللعب يسهم في بناء الثقة بين الطفل والجهة المسؤولة ويتيح استكشاف المشكلات بدون إخافة الطفل.

يمكن دمج أنشطة اللعب التعبيري مع العلاجات المختلفة مثل العلاج السلوكي المعرفي لتعزيز المهارات والروايات العلاجية.

أضاف الدكتور أن العلاج باللعب يتميز بمرونته وإمكانية دمجه بسهولة مع النهج العلاجية المختلفة لتوفير بيئة آمنة للتعبير الرمزي.

أكد أن العلاج باللعب لا يعتمد على ألعاب محدّدة، بل على أدوات تعكس تفاصيل الحياة، مثل الدمى والمجسمات وأدوات التعبير الفني.

أوضح أن الهدف هو توفير مساحة آمنة للطفل للتعبير عن تجربته دون خوف، ومساعدة المعالج في إعادة صياغة الرموز.

وأشار إلى أن العلاج باللعب له قاعدة عصبية دماغية تهدئ نشاط الوضعية الدفاعية الناتجة عن الصدمة.

ذكر الدكتور أن الفارق بين العلاج التقليدي والعلاج باللعب هو في التركيز على تمثيل التجربة للتعامل المؤثر وغير المباشر.

أوضح أن العلاج باللعب يمكن أن يطبق على البالغين أيضاً، كوسيلة للتعبير عن المشاعر المختبئة التي يصعب الإفصاح عنها بالكلمات.

كشف الدكتور أن الكثير من الأعمال الأدبية والفنية تعبر عن الذات باستخدام الرمز، مما يعكس جوهر العلاج باللعب.

أكد أن الأنشطة التي تتيح للبالغين التحرر من الضغوط تلعب دوراً في تعزيز الصحة النفسية عن طريق التعبير الإبداعي.

بين أن اللعب في بيئات العمل أصبح أداة فعالة لتعزيز الرفاه النفسي وتشجيع الإبداع والانفصال عن التوتر.

أكد الدكتور أمجد أن ثمن الفائدة التي تعود من دمج اللعب في البيئة اليومية للإنسان عالية جداً بغض النظر عن العمر.

أشار إلى العلاج الأسري باللعب، وهو أسلوب يركز على إشراك الأهل في جلسات اللعب لبناء علاقة أوثق مع الطفل.

أوضح أن هذا الأسلوب يحظى بنجاح كبير في معالجة مشاكل الأطفال النفسية والسلوكية وتوجد فاعليته في تحسين العلاقات الأسرية.

أضاف أن اللعب لا يهدف للترفيه، بل إلى البناء الإيجابي للجسور بين الطفل والأهل وإشراكهم بطرق داعمة.

أفاد أن اللعب ضروري نفسياً ويوفر لغة تعبيرية أولية للإنسان منذ الطفولة لمعالجة الجراح النفسية بطرق رمزية.

اختتم بأن توفير مساحة آمنة للعب يتيح للفرد استعادة توازنه النفسي ومواجهة المشاعر السلبية بوعي إيجابي.


مواد متعلقة