مختبر ثلاثي الأبعاد لاكتشاف السرطان ونظام رقمي لحماية الأعضاء في العمليات

الأربعاء 19 نوفمبر 2025 - 02:49 ص

مختبر ثلاثي الأبعاد لاكتشاف السرطان ونظام رقمي لحماية الأعضاء في العمليات

عبد الله الغافرى

شهد منتدى دبي للمستقبل 2025 أمس تجمعاً كبيراً لخبراء ومؤسسات المستقبل في العالم في أول أيام دورته الرابعة. تضمن المنتدى سلسلة من الفعاليات النوعية، التي احتوت على ابتكارات من المستقبل وتجارب تكنولوجية بالواقع الافتراضي والمعزز والممتد. وتهدف هذه الفعاليات إلى إشراك الجمهور بشكل تفاعلي في جهود تصميم مستقبل مستدام والمساهمة في إحداث التحولات الإيجابية. كما تضمن المنتدى ورش عمل تخصصية، وركن مخصص لمناسبات إطلاق وتوقيع كتب المستقبل مع كتّاب ومؤلفين وناشرين عالميين.

تضمنت التجارب التفاعلية المُتاحة لزوار المنتدى من أكثر من 100 دولة ابتكارات مستقبلية عديدة. من بينها نباتات المستقبل، وهي تجربة تتيح للحضور فرصة تصميم أنظمة بيئية تخيلية تربط بين الطبيعة الرقمية والفضاء المادي وتعيد تصور مستقبل العالم الطبيعي. كما تم تقديم تجربة حوار الغابات، وهو عرض تفاعلي يجمع بين الطبيعة الرقمية والفضاءات الواقعية. بالإضافة إلى عروض الواقع الافتراضي مثل فن التغيير، وهي تجربة واقع افتراضي مرسومة باليد تستكشف مفاهيم الهوية والذاكرة. وفيلم حُماة الغابة، الذي يتناول العلاقة التكاملية بين الإرث المعرفي البشري واستدامة التنوع الحيوي.

قدّم طلبة الجامعات العرب في سباق حلول دبي للمستقبل ابتكارات للبشرية سلسلة من الابتكارات الطبية المتقدمة. تُمثل هذه الابتكارات تحولاً نوعياً في قطاع الرعاية الصحية، معتمدين على الذكاء الاصطناعي والتقنيات الدقيقة. وأوضحت الطالبة حمدة الشحي من جامعة خليفة أنها قدمت مشروع مستشعر حيوي للتشخيص الفوري. يتميز هذا المستشعر بقدرته على رصد بروتينات مسببات الأمراض في أقل من ثانية ضمن عينات معقدة مثل الدم ومياه الصرف والحليب.

أشارت حمدة الشحي إلى أن المستشعر يعتمد على فيروسات مهندسة وراثياً مرتبطة بأكسيد الجرافين، مما يمنحه حساسية عالية تصل إلى جزء من البليون دون الحاجة إلى أجسام مضادة أو تجهيزات مخبرية معقدة. يسهم هذا الابتكار في توفير تشخيص سريع ومتاح، خصوصاً في أماكن انتشار الأوبئة ومختبرات الصحة العالمية وسلامة الغذاء.

قام الطالب هيثم الهزايمة من الأردن بتقديم مشروع إنزيرو، وهو نظام ميكروكاتيتر متقدم مصمم لحماية المرضى أثناء عمليات الانصمام. يقوم هذا النظام بمراقبة الضغط والتدفق داخل الأوعية بشكل مستمر، مما يقلل من احتمالية حدوث مضاعفات خلال العمليات الحساسة. يُكتشف الجهاز التدفق العكسي غير المقصود فور حدوثه، ويطلق تنبيهاً فورياً أو إيقاف الجريان تلقائياً عند الحاجة، مع التكيف مع تدفق الدم عبر خوارزميات ذكاء اصطناعي.

قدمت الطالبة بسمة ناجي من جامعة عين شمس بمصر جهازاً ميكروفلويدياً مطبوعاً بالتقنية ثلاثية الأبعاد. يستطيع هذا الجهاز كشف سرطان الكبد من قطرة دم واحدة خلال 15 دقيقة فقط، إذ يُفصل البلازما دون استخدام أجهزة الطرد المركزي. يتم الاستعانة بهلام خاص وأجسام مضادة ذهبية لتضخيم الإشارة وقياس بروتين GPC3 المرتبط بسرطان الكبد. تُعرض النتيجة رقمياً عبر مستشعر مدمج.

فيما يتعلق بالصحة النفسية، قالت الطالبة سارة فيدا من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية إن مشروعها وصل يركز على دعم الصحة النفسية عبر منصة رقمية تراعي الخصوصيات الثقافية العربية. تعتمد المنصة على الذكاء الاصطناعي لتحليل المزاج وتقديم إرشاد علاجي يتماشى مع الحالة العاطفية للمستخدم. توفر المنصة أدوات يومية مثل كتابة اليوميات وتتبع المزاج مع تكامل مع الساعة الذكية.

أكد عميد أكاديمية دبي للمستقبل محمد القاسم، أن المشاريع الأربعة تعكس قدرة الطلبة على دمج الذكاء الاصطناعي مع البيولوجيا والهندسة لإنتاج تقنيات طبية تتفوق في سرعتها ودقتها وتكلفتها على الأساليب التقليدية. وأشار إلى أن هؤلاء الطلبة يقدمون نموذجاً واضحاً لطبّ المستقبل القائم على الابتكار المتعدد التخصصات.


مواد متعلقة