رحلة تركيا للأبد مأساوية: أرملة تروي تفاصيل الفاجعة

الأربعاء 13 أغسطس 2025 - 05:35 ص

رحلة تركيا للأبد مأساوية: أرملة تروي تفاصيل الفاجعة

مسعود غانم

كشفت أرملة المواطن، عبدالمجيد محمد أحمد إبراهيم، الذي توفي وشقيقته في حادث تدهور حافلة سياحية بولاية طرابزون التركية، الجمعة الماضية، أن الفقيد أبلغها في اتصال هاتفي بأن سائق الحافلة التي كانت تقل الأسرة يقود بتهور شديد، موضحة أنها لم تتمكن من مرافقة الأسرة في رحلتها إلى تركيا بسبب حملها في الشهر الخامس.

وقالت أرملة المتوفى، نعمة إدريس: "لم أستوعب حتى الآن كيف تحولت رحلة زوجي وعائلته السياحية إلى مأساة"، مضيفة: "كنت أنتظر عودة زوجي بسلام، لكن مشيئة الله نافذة، ولا رادّ لقضائه".

وأفادت بأن الرحلة كانت الأولى لزوجها برفقة والديه وشقيقه وشقيقته إلى مدينة طرابزون، حيث غادروا الإمارات يوم الخميس الماضي، للانضمام إلى إحدى الشركات السياحية، ولم يمر على وصولهم سوى يوم واحد حتى وقع الحادث في اليوم الثاني لزيارتهم.

وأضافت: "بعد أداء صلاة الجمعة، انطلقوا لزيارة منطقة تعرف باسم بحيرة السمك، ولم أكن أتصور أن تكون تلك الوجهة الأخيرة لزوجي، فقد كان آخر اتصال بيني وبينه في الساعة الواحدة ظهراً، وأخبرني فيه بأن السائق يقود بتهور شديد".

وأفادت أرملة المتوفى، نقلاً عن رواية والدة زوجها التي نجت من الحادث، أن سائق الحافلة دخل في مشادة مع سائق مركبة أخرى كانت تسير ببطء على الطريق الجبلي، فتجاوزها بسرعة على منحدر خطير وبعد مواصلة السير لفترة قليلة وقع الحادث.

وأشارت إلى أن والدة زوجها أبلغتها أيضاً بأن لحظة الحادث كانت سريعة ومفاجئة، وأنها وجدت نفسها محاصرة داخل المركبة قبل أن تصل فرق الإنقاذ وتخرجهم.

وقالت أرملة المتوفى: "سافرت إلى تركيا فور علمي بالحادث، لأعود بجثمان زوجي وشقيقته إلى الوطن، رحمهما الله بواسع رحمته".

وأوضحت أنها علمت من الجهة المختصة هناك بتوقيف السائق على ذمة التحقيق، مؤكدة أن المصابين، وهما والد زوجها ونجله، مازالا يتلقيان العلاج بمستشفى في طرابزون، مشيرة إلى أن حالة الطفل حرجة وهو في العناية المركزة، بينما يحتاج الأب إلى عملية جراحية عاجلة.

وعن الحالة الصحية للمصابين في الحادث، أفاد ابن المصاب وشقيق المتوفيين في الحادث، المواطن مروان محمد الحمادي، الذي يوجد حالياً في تركيا إلى جانب والده وشقيقه لمتابعة حالتهما الصحية، بأن والده يعاني إصابات متعددة تشمل ثلاثة كسور في المرفق والساعد وأحد الأصابع، إضافة إلى إصابة في الرأس.

وأضاف أن شقيقه إبراهيم، الذي يرقد في قسم العناية المركزة، سُمح للعائلة بزيارته مرة واحدة يومياً، موضحاً أن تحديد موعد عمليته سيعتمد على نتائج الفحوص الطبية الجارية، لافتاً إلى أنه يعاني كسوراً في العمود الفقري والصدر والحوض.

وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الدولية التركية في إسطنبول، فقد أسفر الحادث عن وفاة مواطنين إماراتيين وإصابة ثلاثة من أفراد أسرتهما، بعد تدهور حافلة سياحية قرب مجرى نهر بمحاذاة بحيرة بالك في منطقة تشايكارا بولاية طرابزون التركية.

وأوضحت الوكالة أن قوات الدرك وفرق الإسعاف هرعت إلى موقع الحادث فور تلقي البلاغ من بعض السياح والسكان، وتمكنت بعد جهود حثيثة من انتشال المصابين الذين كانوا عالقين داخل المركبة، فيما جرى استدعاء سيارة إسعاف وطائرة مروحية لنقلهم إلى المستشفى.

ووفقاً للتقارير الأولية، التي نشرتها الوكالة فقد أسفر الحادث عن وفاة مريم محمد أحمد إبراهيم (18 عاماً)، وعبدالمجيد محمد أحمد إبراهيم (32 عاماً)، وكلاهما من مواطني دولة الإمارات، فيما أُصيب إبراهيم محمد أحمد إبراهيم (15 عاماً)، وسميرة محمد عبدالرحمن (53 عاماً)، ومحمد أحمد إبراهيم (60 عاماً).

وأشارت الوكالة إلى أن المصابين كانوا محاصرين داخل الحافلة قبل أن يتم إخراجهم ونقلهم إلى مستشفى الدولة في طرابزون، بينما لاتزال التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الحادث.

تحقيق

إلى ذلك كشفت محافظة طرابزون التركية، حول أسباب حادث العائلة الإماراتية، الأسبوع الماضي، في بيان لها، أنه أثناء سير سائق مركبة سياحية تابعة لشركة خاصة تحت إدارة الاتحاد الأوروبي، فقد السيطرة على عجلة القيادة وسقط في جرف بارتفاع 50 متراً.

وأضاف البيان: فور تلقي بلاغ بالحادث، تم إرسال فريقين من الأمن العام وفريقين من درك المرور إلى موقع الحادث، وتبين أنه من بين السياح الإماراتيين الخمسة الذين كانوا في المركبة، باستثناء السائق، توفي شاب وشقيقته في مكان الحادث، ونُقل المصابون وسائق المركبة إلى المستشفى بوساطة سيارة إسعاف، وبدأت التحقيقات القضائية والإدارية اللازمة في الحادث.

السلطات التركية تحقق في ملابسات حادث الأسرة الإماراتية.


مواد متعلقة