توتر متصاعد بين واشنطن وسيول نتيجة التعريفات الجمركية المقترحة

الأربعاء 11 يونيو 2025 - 06:27 م

توتر متصاعد بين واشنطن وسيول نتيجة التعريفات الجمركية المقترحة

ناصر البادى

أجرت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة مؤخراً تدريبات بحرية مشتركة ، استعداداً للرد على أي توغلات محتملة باستخدام طائرات دون طيار وقوات كورية شمالية خاصة عبر الحدود البحرية.

وصرح قائد البحرية الكورية الجنوبية، ريو يون سانغ، بأنهم سيواجهون أي استفزازات من العدو بقوة بفضل القوة الساحقة لأسطولهم المشترك مع الولايات المتحدة.

وراء هذه التصريحات النمطية عن العزم المشترك، يحذر الخبراء من سلسلة أزمات تلوح في الأفق في العلاقات بين البلدين رغم تحالفهما الأمني الطويل.

فقد تباعدت مواقف البلدين بسبب قضايا تتعلق بالتجارة والأمن الإقليمي بالإضافة إلى التهديد النووي المتنامي من كوريا الشمالية.

عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض تعرفات جمركية على الواردات الكورية الجنوبية، شعر المسؤولون في سيؤول بالصدمة.

ظن الكوريون أن اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة ستعفيهم من التكاليف الجمركية، مما يميز البلدين سويًا.

كما يخشى الكوريون من ابتعاد أميركا عن التزاماتها الدفاعية في ظل صعود الصين، والضغط عليهم لموقف أكثر مرونة تجاه بكين.

تزايدت المخاوف بعد عودة ترامب للسلطة وتصريحاته المتضاربة تجاه الكوريتين بين إعجاب بالقيادة الكورية الشمالية وازدراء أحيانًا للجنوبية.

فقد هدد ترامب بالانسحاب من اتفاقية التجارة الحرة مع كوريا الجنوبية وكذلك سحب القوات الأميركية من شبه الجزيرة.

وعودته جعلت سيؤول تخشى من التوصل لاتفاق بين واشنطن وبيونغ يانغ على حسابها مما يعرضها لخطر الابتزاز النووي.

كذلك، تفاقمت مخاوف كوريا الجنوبية بسبب الضعف الاقتصادي وعدم الاستقرار الداخلي. فقد تباطأ النمو الاقتصادي أيضًا.

تمت إقالة الرئيس يون سوك يول وأعقبه استقالات عدة أفراد آخرين مما ترك البلاد تحت إدارة مؤقتة حتى الانتخابات الجديدة.

كما أن العلاقات الاقتصادية والأمنية في شرق آسيا على المحك، خاصة وأن المرشح الأكثر حظًا زعيم يطالب بتقارب مع الصين.

يعتبر التحالف الأميركي الكوري في أزمة، وإن لم تُعالج هذه القضايا فقد تؤثر النتائج سلباً على المنطقة عبر إعادة تأجيج النزاعات.

الرؤية السائدة للرئيس الأميركي ترامب جعلت كوريا الجنوبية تجد نفسها في موقف حرج خاصة بعد الانتقادات لسياساتها التجارية.

النتيجة هي تزايد الرسوم الجمركية على صادراتها واستعدادها أيضاً لرسوم تشمل الرقائق والهواتف الذكية والمنتجات الطبية.

وبينما سعى مسؤولون للتوصل لحل سريع قبيل انتخابات يونيو المقبلة، تحطمت الآمال مع عدم قدرة المديرين المؤقتين على الالتزام بالاتفاقات مبدئيًا.

تلك الوقفات تشير إلى أن التوترات بين البلدين قد تزداد بينما يمكن أن يتأثر الاقتصادان حالياً بشكل مباشر.

الاحتمالات على الطاولة تشمل تقليل كوريا الجنوبية لفائضها التجاري عبر زيادة استيراد الغاز الأميركي والتعامل مع حواجز منافسة أخرى.

لكن المشاركين يدركون أن شروط النقاش المتاحة قيد الدراسة قد لا تؤدي لتغيير فوري وكبير في الفائض الحالي مع الولايات المتحدة.

التعليق من رئيس معهد الأبحاث الاقتصادية تشول تشونغ يبين أن التفاوض قريب جدا قد يضعف موقف سيؤول أمام دول أخرى مستقبلاً.

ومع تزايد المخاوف من الاعتماد على الاقتصاد الأمريكي بنفس قدر الخشية من الصين، تبدو المخاطرة قائمة دوماً.

هذا بينما تظل تصريحات ترامب حول الرسوم وبفائضها الجمركي غير دقيقة وتأتي ضمن ضغوطاته المستمرة على كوريا الجنوبية.


مواد متعلقة