هيا صالح: الكتابة لليافعين رحلة مليئة بالتحديات

السبت 17 مايو 2025 - 07:45 ص

هيا صالح: الكتابة لليافعين رحلة مليئة بالتحديات

راشد مطر

من الممكن الانطلاق من الجانب النقدي كعملية بارزة التي ميّزت مسيرة الكاتبة الأردنية هيا صالح، التي استطاعت تنويع تجربتها بين الرواية، والمسرح، وكتابة الأطفال واليافعين. صالح تعاون دون توقف، متخصصة في الكتابة لليافعين بأسلوب أدبي مميز الذي يمزج اللغة بين الواقع والخيال بشكل سحري، مما جعلها تفوز بجوائز أدبية مرموقة في العالم العربي.

حققت الكاتبة حوالي 27 عملاً أدبياً، غالبيتها يركز على فئة اليافعين. وتحدثت هيا صالح مع "الإمارات اليوم" مؤكدة أن هناك تحديات عديدة تواجه الكاتب الذي يختار الكتابة لهذا الفئة، كونها تتسم بالحساسية النفسية والجسدية، لا سيما في مرحلة المراهقة التي تترافق مع الكثير من التغيرات الهرمونية، بالإضافة إلى الانفتاح التكنولوجي الذي زاد التحديات على الكاتب الذي عليه متابعة كل جديد في التكنولوجيا لتمرير رسائله التربوية في الأدب.

ورأت صالح أن انتشار الذكاء الاصطناعي وشات جي بي تي لن يلغي دور الكتاب التقليدي. وأوضحت: "من خلال ورش العمل التي أقدمها للصغار، لاحظت أن الأطفال يفضلون الكتاب الورقي على النسخ الإلكترونية، ما يؤكد الحفاظ على وجود الكتاب ودوره". كما أجرت تجارب علمية في إحدى الورش، حيث قدمت للصغار الألعاب الخاصة بالفقاعات والكتب، ووجدت أن الأطفال اتجهوا نحو الكتب، موضحة أن الحديث عن انقراض الكتاب الورقي سابق لأوانه.

تعترف صالح بضرورة أن يحتوي الكتاب على التنمية الذاتية المرتبطة بمواجهة الصعاب، مستشهدة في ذلك بروايتها "جرعة زائدة" وكيفية معالجتها قضية المخدرات. وأشارت إلى المساهمة الأدبية في محاربة الجريمة بجانب الجهود البوليسية والاجتماعية، مؤكدة على دور الكتاب في التوعية، خاصة عندما تتبنى المؤسسات التعليمية هذه الكتب ضمن مناهجها وتروج لها عبر الفيديوهات التوعوية للشباب.

حصدت صالح العديد من الجوائز في عدة مجالات تتضمن الكتابة للأطفال والنقد والمسرح، معتبرة أن الجوائز تلعب دوراً مهماً في تشجيع الكتابة وفتح أبواب التنافس في العالم العربي، مؤكدة أن الكتب الفائزة تستحق التقدير.

تنوعت الأنماط التي تكتب بها هيا صالح، مشيرة إلى انطلاقها من خلفية نقدية ساعدتها في تطوير أدواتها، مما قادها إلى بناء شخصيات معقدة والتعاطي مع مفاتيح الكتابة بشكل متمكن. وتجربتها في المسرح مكنتها من خلق شخصيات وكتابة نصوص يتم تقديمها على الخشبة، معتبرة أن هذا إنجاز يستحق جهود السنوات الكثيرة.

وشاركت الكاتبة الأردنية هيا صالح في جلسة نقاشية في مكتبة محمد بن راشد مؤخراً، معتبرة هذه المشاركة بمثابة تكريم لوجودها في هذا الصرح الثقافي وسط جمهور من المهتمين. وتناولت الجلسة روايتها "جرعة زائدة" التي تستهدف اليافعين، وقوبلت بحضور لافت من الصغار مثل الطفلة هيا أحمد التي صممت غلاف إحدى قصص الكاتبة.


مواد متعلقة