اكتشاف مدينة نووية مدفونة تحت الجليد في غرينلاند

الجمعه 16 مايو 2025 - 08:57 م

اكتشاف مدينة نووية مدفونة تحت الجليد في غرينلاند

زينة خلفان

في اكتشاف مذهل، وأثناء تجربة رادار روتينية من قبل علماء ناسا في شمال غرينلاند، تم الكشف عن بقايا قاعدة نووية أمريكية كانت مخفية لعقود تحت الجليد القطبي. أظهرت أجهزة العلماء مجموعة من المستوطنات المتصلة بشبكة من الأنفاق داخل الغطاء الجليدي، كما وصفت "وول ستريت جورنال" بأنه وكأنها "حضارة مجمدة في الزمن".

تشاد جرين، أحد علماء ناسا الموجودين على متن الطائرة، صرح للصحيفة بأن التجربة كانت مثل التحليق فوق كوكب آخر، ومن الصعب تصور كيف أن بشراً أو كائنات تمكنت من العيش هناك.

وفقًا لـ "وول ستريت جورنال"، لم تكن هذه بقايا حضارة مفقودة بل قاعدة عسكرية أمريكية شيدت خلال الحرب الباردة. كانت جزءاً من خطة سرية لوزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، عرفت بمشروع دودة الجليد، لبناء مواقع صواريخ نووية تحت جليد القطب الشمالي.

الموقع خطط ليشمل 600 صاروخ باليستي متوسط المدى، ما يوضح عمق الحضور الأمريكي في غرينلاند منذ أكثر من خمسين عامًا، حسب الصحيفة.

بني الموقع المعروف باسم "كامب سنتشري" عام 1959 وتُرك في 1967 بسبب عدم استقرار الجليد. بمرور الوقت، تراكم الجليد فوقه بشكل كبير، مما أدى لدفنه تحت طبقة سماكتها تفوق 30 متراً.

كانت القاعدة معروفة عند البعض سابقاً كمنشأة أبحاث، لكن هدفها العسكري الحقيقي لم يعرف حتى 1996. التقط تشاد وزملاؤه صورة كاملة للقاعدة لأول مرة في ديسمبر الماضي.

"كامب سنتشري" لا يمثل فقط أحد آثار الحرب الباردة، بل يرمز أيضًا للحضور الأمريكي الطويل بغرينلاند الدنماركية والذي أثار جدلاً. لإبقاء سيطرتها على غرينلاند، تنازلت الدنمارك تاريخياً عن جزء من أراضيها لصالح الولايات المتحدة.

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انتقد الدنمارك لعدم تأمينها غرينلاند بما يكفي، وهدد بالاستحواذ على الجزيرة بالقوة لصالح الأمن القومي الأمريكي.

معاهدة وقعت عام 1951 بين الولايات المتحدة والدنمارك تسمح لواشنطن ببناء قواعد في غرينلاند، وهي ما أتاحت بناء "كامب سنتشري"، ما ذكر به بعض الشخصيات الدنماركية مؤخراً.

حاول مسؤولون في غرينلاند والدنمارك صد ترامب بإبداء استعدادهم لتعزيز الوجود العسكري الأمريكي مع رفضهم للسيطرة الكاملة.

خلال فترة الحرب الباردة، كانت لدى الولايات المتحدة 17 قاعدة في غرينلاند، من بينها "كامب سنتشري"، ووجود قرابة 10 آلاف جندي. اليوم، عدد القوات الأمريكية لا يتجاوز 200، متمركزين في قاعدة واحدة فقط هي "بيتوفيك" الفضائية.


مواد متعلقة