النعاس خلف المقود: تأثيره يعادل قيادة تحت تأثير الكحول
الإثنين 16 يونيو 2025 - 01:22 ص

العديد من الأفراد يضطَرّون لقضاء ليالٍ طويلة في العمل كسائقي الشاحنات أو حراس الأمن أو مقدمي الرعاية الصحية، وهي وظائف تُعتبر ضرورية للمجتمع ولمصلحة الصحة العامة ورفاهية الناس.
وفي ظل هذه الظروف، لا يُستبعد أن يقودوا سياراتهم وهم في حالة من التعب، ويصبح الوضع خطيراً عندما يَصِل الإرهاق إلى مستوى يؤثر بشكل كبير على تركيزهم.
الأطباء المختصون أشاروا إلى أن قيادة السيارة أثناء الشعور بالنعاس أو الإرهاق الثقيل تُسبب مخاطر جسيمة تهدد الأرواح بفعل وقوع الحوادث، مُوضِّحين أن بقاء الشخص مستيقظاً بين 18 و24 ساعة يماثل القيادة تحت تأثير الكحول بنسب تتراوح بين 0.05% و0.1%، وهي نسب غير قانونية.
وصرّح الأطباء لـ«الإمارات اليوم» بأن عدم حصول الإنسان على قسط كافٍ من النوم يتسبب في تباطؤ بعض مناطق الدماغ، خصوصاً المسؤولة عن الانتباه واتخاذ القرارات، مما يُعرّضه لخطر الحوادث.
حددوا خمس علامات تُظهر أن الشخص ليس مؤهلاً للقيادة ويُعرّض نفسه والآخرين للخطر.
وأوصوا بتبني إجراءات قانونية واضحة للتعامل مع القيادة تحت تأثير الإرهاق أو قلة النوم، مثلما هو الحال مع القيادة تحت تأثير الكحول، معتبرين الإرهاق خطراً مكافئاً، مشددين على ضرورة تنظيم ساعات القيادة في المِهَن المعتمدة على التنقل، وتبني أجهزة تقييم اليقظة للسائقين.
وبالرغم من تحريم القانون للقيادة تحت تأثير الكحول، تستمر القيادة في حالة الإرهاق أو السهر في أن تُعامل باستهانة من قبل بعض الأشخاص، على الرغم من أنها قد تكون مميتة، حيث أشارت إحصاءات وزارة الداخلية إلى وقوع 127 حادثاً مرورياً خلال السنوات الخمس الماضية بسبب التعب والنعاس والإرهاق والنوم أثناء القيادة.
خصص الدكتور محمد المعتز، اختصاصي المخ والأعصاب، كلامه لتوضيح أن النوم الكافي هو ضروري لتجنب تباطؤ بعض وظائف الدماغ مثل الانتباه واتخاذ القرارات، وأن النعاس قد يؤدي إلى مشكلات خطيرة في التركيز وقراءة المسافات والتحكم في الأحداث أثناء القيادة.
إن تأثير قلة النوم مُشابه لتأثير الكحول على الجهاز العصبي، حيث يؤدي إلى بطء ردود الفعل وضعف في اتخاذ القرار السليم، وكشفت الدراسات أن قيادة الشخص الذي لم ينم لأكثر من 18 إلى 24 ساعة تعادل القيادة تحت تأثير الكحول بنسب متفاوتة من 0.05% إلى 0.1%.
النعاس يمكن أن يُسبِّب بطء ردود الفعل ويفقد السائقين على الطريق القدرة على التركيز الكافي وتفادي المخاطر.
ولمنع مثل هذه الحالات، من المهم إدراك علامات مثل التثاؤب المستمر وصعوبة إبقاء العينين مفتوحتين ونسيان تفاصيل الطريق، ما يشير إلى أن السائق قد يفقد السيطرة.
وأشار الدكتور نشأت هنداوي، رئيس قسم الطوارئ، إلى خطورة القيادة أثناء الإرهاق، مُنَبِّهًا إلى أن الطوارئ تستقبل بانتظام حالات من حوادث مرورية سببها نوم السائق خلال القيادة أو عدم استجابته السريعة نظراً للتعب الكثير.
وأضاف أن بعض الإصابات الناتجة عن هذه الحوادث تتضمن إصابات خطيرة في الرأس والعمود الفقري ونزيف داخلي، بسبب قوة الاصطدام الذي ينجم عن قلة التركيز وضعف القدرة على الاستجابة الطارئة.
وشدد على الحاجة لإجراءات قانونية واضحة تحد من قيادة الأفراد المرهقين وتكثيف حملات التوعية بخطورة هذا الأمر.
حذر الدكتور عصام سماحة، أخصائي الطب النفسي، من أن الكثير من الأفراد يقللون من أثر التعب، مفترضين أنهم يستطيعون القيادة بأمان، بالرغم من شدة الإرهاق، مشيراً إلى أن هذه الثقة النفسية الزائدة يمكن أن تؤدي إلى قرارات غير حكيمة.
هناك ارتباط قوي بين الضغوط النفسية والإصرار على القيادة رغم التعب، ويمكن أن تلجأ الناس للقيادة كطريقة للهرب من توترهم.
كما وضّح أن السهر المزمن له تأثير ضار على القدرات الذهنية للسائقين، مما يزيد من احتمالية الوقوع في الأخطاء ويجعل الدماغ يمر بحالة من الخمول الجزئي.
دعا إلى نشر حملات توعوية تُبرز الجانب النفسي للخطر المرتبط بالإرهاق، بجانب تعميم قصص لضحايا حوادث كنتيجة لتجاهل الانتباه للتعب.
تساهم أنظمة كاشف النعاس في الحد من الحوادث الناتجة عن التعب وقلة الانتباه، وهي مزودة بتقنيات تزيد من أمان القيادة من خلال تحذير السائق وتنبيههم في حالات الطوارئ.
مواد متعلقة
المضافة حديثا