هجوم غير مسبوق يهدد مستقبل الليبرالية الأميركية كما يراه المدعي العام السابق

تحدث الخبير القانوني والمدعي العام الفيدرالي السابق في وزارة العدل الأميركية، كاس سانستين، في مقابلة مع مجلة بوليتيكو، عن حالة الليبرالية في الولايات المتحدة والهجمات التي تتعرض لها بصورة غير مسبوقة. وأوضح أن تهديد الليبرالية ليس بالأمر الجديد، ولم يقتصر فقط على الرئيس دونالد ترامب أو اليمين السياسي، فقد تزايدت المحاولات من بعض الشخصيات والمفكرين من اليسار لتقييد حرية التعبير وفرض التوافق الأيديولوجي.

ما الليبرالية بالنسبة لك في عام 2025؟ الليبرالية هي مجموعة من الالتزامات بالحرية، والتعددية، وسيادة القانون، واحترام استقلالية الفرد. هذه المُثل تمثل الليبرالية التي جذبت اليمين السياسي، مثل الرئيس السابق رونالد ريغان واليسار السياسي مثل الرئيس السابق فرانكلين روزفلت. رغم اختلافاتهما، تجمعهما فكرة التعددية والحرية والأمن الفردي الأساسي.

إذاً أنت تنظر إلى هذا كمشروع فكري قادر على استقطاب أشخاص من مختلف الأطياف السياسية؟ كدتُ أن أطلق على الكتاب عنوان ليبرالية الخيمة الكبيرة، وأشعر ببعض الندم لأنني لم أفعل. الناشر رأى أن هذا العنوان قد ينفر بعض القراء، لكن في الواقع، اليمين المؤيد للسوق الحرة واليسار الداعي للمجتمع العظيم هما جزء من التيار الليبرالي.

بدأ هذا الكتاب بمقال كتبته لصحيفة نيويورك تايمز عام 2023، يضم قائمة من الافتراضات أو الادعاءات المرتبطة بالليبرالية. الاستجابة للمقال حفزتني على تأليف الكتاب. بدأت بكتابة ملاحظات لنفسي كانت أكاديمية جداً، لذا أرسلتها لصديقين نصحني أحدهما بإرسالها إلى نيويورك تايمز، ورغم طبيعته الأكاديمية، نُشر المقال، وتلقيت ردوداً داعمة من اليمين السياسي.

ما أهم التهديدات التي تواجه الليبرالية في الولايات المتحدة حالياً؟ عندما كتبت الكتاب، ركزت على ثلاثينات القرن الماضي والشيوعية، وتفكيري كان في صعود الفاشية ومعارضة هتلر لليبرالية. كان تركيزي على الليبرالية من منظور نظري، خاصة حيال اليسار الجديد اليساري المناهض لليبرالية في أمريكا. وتحدّثت عن تحديات اليمين المناهض لليبرالية في الولايات المتحدة، الذي يعتبرها جوهر معاناة أميركا.

هل تشعر بأي ندم على قراراتك في إدارتَي الرئيسين باراك أوباما وجو بايدن؟ أكبر ندم لدي هو بشأن أحد برامجنا للتكيف مع تغير المناخ، ويسمى برنامج البريكس. هو في الواقع من ابتكار ترامب، وصُمم لمنح المجتمعات المحلية وسائل تنافسية للحصول على موارد فيدرالية لحمايتهم من الفيضانات والحرائق. هذا برنامج شُعر بأهميته بعد الكوارث المناخية.