مسؤول أميركي يحذر: انعدام المساواة في أمريكا يخرج عن السيطرة

الثلاثاء 29 يوليو 2025 - 05:56 ص

مسؤول أميركي يحذر: انعدام المساواة في أمريكا يخرج عن السيطرة

ناصر البادى

لأكثر من أربعة عقود، دأب المفكر والباحث الأميركي، روبرت رايش، على دق ناقوس الخطر بشأن تفاقم انعدام المساواة في أميركا. فعل رايش ذلك بصفته عضواً في ثلاث إدارات رئاسية، بما في ذلك فترة قضاها وزيراً للعمل في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون.

كما فعل ذلك بصفته أستاذاً في جامعة كاليفورنيا، وجامعات بيركلي وبرانديز وهارفارد. أدناه مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه صحيفة نيويورك تايمز:

يدرك الناس معنى انعدام المساواة الاقتصادية نظرياً، لكن هل يمكن توضيحه بشكل أكثر واقعية؟

أنا أتحدث عن التفاوتات الهائلة، ليس فقط في الدخل والثروة، بل أيضاً في فرص الحصول على تعليم جيد، وتفاوتات عرقية وطبقية. أرى في جوهر الأمر أن التنمر هو عامل أساسي في خروج انعدام المساواة عن السيطرة.

لأن بعض الناس يسيطرون على غيرهم بطرق تمكنهم من استغلالهم بوحشية، وعندما يخرج انعدام المساواة عن السيطرة، كما حدث، نحصل في النهاية على متنمر يهيمن على الجميع.

هل يمكنك أن تخبرنا لماذا يُثير التنمر هذه المشاعر لديك؟

أنا قصير جداً، لم يتجاوز طولي أبداً 160 سم. في طفولتي كنت أتعرض للتنمر والسخرية والإذلال لدرجة أنني كنت أخشى الذهاب إلى المدرسة. جعلني التنمر أشعر بخوف شديد وقوّض شعوري بالأمن الشخصي وقيمة الذات.

وجدتُ أنه لو كان لديّ شقيقان أكبر سناً لحمايتي من المتنمرين لكان ذلك مفيداً، أو أشخاص أتمسك بهم لأنهم طيبون.

بمعنى أوسع هل هناك استراتيجيات موثوقة للتعامل مع المتنمرين الاقتصاديين؟

إذا كنت عاملاً عادياً في الولايات المتحدة اليوم فأنت ضعيف للغاية، لا أحد يحميك. هذه إحدى السمات الجذابة التي قدمها الرئيس دونالد ترامب في عام 2016 ومازال يُقدمها.

قدّم تفسيراً للأشخاص الذين تعرّضوا للوحشية والتنمر اقتصادياً واجتماعياً. وهذا تفسير خاطئ تماماً بالمناسبة، ويتعلق بالمهاجرين والدولة العميقة.

جزء من كتابي الجديد هو محاولتي لمساعدة الديمقراطيين، أو على الأقل التقدميين، على إدراك أن الطريق للمضي قدماً هو التحدث بصدق عن سبب عجز الكثير من الناس وتعرضهم للتنمر.

ما هو تشخيصك لسبب معاناة الديمقراطيين في تحقيق ذلك؟

بعض الديمقراطيين لا يريدون سرد القصة الحقيقية لتركيز الثروة والسلطة لأنهم يتبنون أفكار الجمهوريين. لقد تفاقمت هذه المعضلة منذ أن كنت في العشرينات من عمري.

بدأت أراقب المال والسياسة والصفقات التي كان الديمقراطيون يعقدونها. يريد الديمقراطيون أن يكونوا إلى جانب العدالة الاجتماعية والإنصاف وتكافؤ الفرص والمساواة السياسية.

ومع ذلك فإن بعض الديمقراطيين، لا أريد أن أبالغ في وصفهم هنا، يأخذون المال ويستمتعون ولا يريدون أن يشعروا بالذنب. لقد رأيت ذلك بنفسي، وخاصة عندما كنتُ في لجنة التجارة الفيدرالية.

ورأيتُه في وزارة العدل في إدارة فورد، وكذلك في إدارة كلينتون، ثم عن بُعد أثناء تقديم بعض النصائح للرئيس باراك أوباما.

كتابة هذا الكتاب واستعادة ذكريات تلك السنوات كانت مُحبطة في بعض الأحيان. عثرتُ على مذكرات ورسائل ومقاطع فيديو توضح أنني كنت أكرر مراراً أن الديمقراطية مهددة.

إذا كان بعض الديمقراطيين مثل الجمهوريين، فكيف سيجد الديمقراطيون حينها أرضية مشتركة حقيقية مع العمال الذين يُكافحون؟

سيُشير الديمقراطيون إلى الشركات الكبرى في هذا البلد، وإلى ممارساتها الاحتكارية والمناهضة للعمال. يفعل الديمقراطيون ما يفعله بيرني ساندرز وأكساندريا أوكامبو.

لقد نجحت إليزابيث وارن وساندرز في تحقيق ذلك بفاعلية. يبدو لي غريباً بعض الشيء أن الديمقراطيين منقسمون بين ديمقراطيي المؤسسة والديمقراطيين التقدميين.

لماذا لا يكون جميع الديمقراطيين ديمقراطيين تقدميين؟


مواد متعلقة