عقود من الفشل تلاحق أحزاب الطريق الثالث في أمريكا
الأحد 13 يوليو 2025 - 06:14 ص

يبدو أن العداوة التي نشأت بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك قد تعمقت الآن. فقد أعلن ماسك مؤخرًا عن تشكيل حزب سياسي جديد لتحدي الحزبين الديمقراطي والجمهوري، مستندًا إلى استطلاع للرأي أظهر أن 65% من المستجيبين قد شجعوه على اتخاذ هذه الخطوة.
أكد ماسك في مدونة على موقع "إكس" أن البلد يعاني بسبب الإسراف والفساد، وأن الأمر يستوجب التفكير في نظام سياسي جديد. وأعلن عن تشكيل حزب "أميركا" لاستعادة الحرية. ومع ذلك، لم يتضح بعد إذا ما كان ماسك قد اتخذ خطوات فعلية لتأسيس الحزب.
في عام 2024، دعم ماسك حملة ترامب الانتخابية، حيث قدم ملايين الدولارات، وانضم للإدارة الفيدرالية لتقليص النفقات. ورغم ذلك، نشب خلاف بينهما بسبب قانون الإنفاق والضرائب الجديد الذي أقره ترامب، والذي وصفه ماسك بأنه "عبودية الديون" مشيرًا إلى إضافته محتملة للعجز الفيدرالي.
استخف ترامب بمبادرة ماسك في تأسيس حزب ثالث، موضحًا أن التجارب السابقة في تأسيس أحزاب ثالثة لم تفلح في الولايات المتحدة. وأشار في حديثه للصحافيين أن النظام الحالي غير مصمم لهذه التجارب.
تاريخ الولايات المتحدة شهد بالفعل محاولات لتأسيس أحزاب ثالثة، بيد أن النظام السياسي الأميركي اعتمد طبعًا على الحزبين الديمقراطي والجمهوري منذ عقود.
وعلى الرغم من صعوبة نجاح الأحزاب الثالثة في النظام السياسي الأميركي الذي يتطلب تواقيع وداعمين على مستوى جميع الولايات، إلا أن ماسك يدرك أن ثروته الهائلة وسمعته يمكن أن تساعده في تحدي هذا الواقع.
في الماضي، حاول بعض المرشحين إثراء الحياة السياسية الأميركية بتأسيس أحزاب ثالثة مثل روس بيرو، وحقق نسب تصويت ملفتة لكنها لم تكن كافية للوصول إلى السلطة.
وأكد أستاذ التاريخ والشؤون العامة جوليان زيليزر أنّ الأحزاب الحالية تملك نفوذًا واسعًا وتجربة طويلة، مما يجعل التحدي صعبًا أمام دخول حزب جديد.
ومع ذلك، يُعتبر إيلون ماسك قوة اقتصادية وسياسية جديدة قادرة على التأثير في الحياة السياسية الأميركية بموارد كبيرة لم تكن متاحة من قبل.
ولا يستطيع ماسك الترشح للبيت الأبيض كونه مولودًا خارج الولايات المتحدة، لكنه قادر على التأثير في الساحة المحلية والفرعية في السياسة الأميركية بوسائله التمويلية الواسعة وموقفه الواضح في محاربة نظام الحزب الواحد.
مواد متعلقة
المضافة حديثا