اكتشف الجمال الخفي في أزقة سوق دبي الكبير الضيقة

الأربعاء 26 نوفمبر 2025 - 03:51 ص

اكتشف الجمال الخفي في أزقة سوق دبي الكبير الضيقة

مريم صوفان

تقع في قلب دبي العتيق وعلى ضفاف خورها القديم، ينبض السوق الكبير بحياة امتدت عبر القرن التاسع عشر. في تلك الحقبة، كانت دبي تعتمد بشكل كبير على تجارة اللؤلؤ واستقبال البضائع عبر السفن الخشبية الآتية من شبه القارة الهندية وإفريقيا. بدأ تاريخ السوق الكبير فعلياً عام 1850 حينما بدأ التجار بإنشاء محالهم على ضفاف الخور.

شهد السوق الكبير توسعاً هاماً في عام 1935، حينما توسعت المحلات وزادت التنظيمات في الأزقة لتعكس التزايد الكبير في الحركة التجارية، مشكّلة بذلك جزءاً من هوية دبي المتعددة الثقافات منذ بدايات القرن الماضي.

يمتد السوق الكبير في ديرة على الضفة الشرقية للخور، بالقرب من حي الفهيدي التاريخي في بر دبي، مما يجعل زيارة السوق تجمع بين التسوق واستكشاف تاريخ المدينة العميق. البنية المعمارية للسوق تحافظ على التراث، بجدرانها المرجانية وأبراجها الهوائية التقليدية التي تهوي الأزقة وتعزز جمالية المكان.

يدخل الزائر إلى السوق ويجد نفسه في رحلة عبر الزمن إلى القرن التاسع عشر؛ حيث تملأ رائحة التوابل الجو وتضيء المجوهرات في الواجهات. السوق شهد تاريخاً غنياً في تجارة التوابل، الأقمشة والمجوهرات، ويمتد اليوم ليجذب زواراً من جميع الثقافات والجنسيات.

السوق الكبير ليس مجرد مكان لتبادل السلع بل هو سجل لتاريخ دبي وملتقى للثقافات حيث يمكن للزائر أن يمس عبق التاريخ في الأزقة الضيقة ويعيش روح دبي الأصيلة.

تتناثر المحال في السوق مشكّلة متحفاً حياً لتاريخ دبي التجاري. تجد في كل زاوية قصة ترويها المنتجات التقليدية مثل النحاسيات والملاعق الخشبية والوسائد التقليدية التي تشعر الزائر بحرارة الدفء وعبق الماضي.

ومع اقتراب الزائر من المحلات، يتخذ السوق الكبير صورة تجربة حسية وثقافية، فهو ليس مجرد مكان للتسوق بل هو سجل حي لتاريخ التجارة والتعايش في دبي.

في العام الجاري، شهد السوق الكبير تقدماً مهماً بتطويرات في ثلاثة مسارات داخل الأسواق التراثية في ديرة بطول 1784 متراً، تحسينات شملت ترميم الأرصفة وتركيب مظلات تقليدية، مما أضفى أصالة وحداثة على التجربة.

السوق الكبير، الذي تأسس عام 1850، شهد تحولاً بارزاً في 1935، مستمر حتى اليوم كتجسيد حي لممارسة التجارة وتنوع الثقافات.


مواد متعلقة