السودان يعاني أزمة الكوليرا الأسوأ منذ زمن طويل

الإثنين 18 أغسطس 2025 - 06:05 م

السودان يعاني أزمة الكوليرا الأسوأ منذ زمن طويل

ناصر البادى

تفاقمت أزمة الكوليرا في السودان، حيث أودى المرض بحياة 40 شخصاً على الأقل في إقليم دارفور بغرب البلاد. يأتي ذلك في إطار أسوأ تفشٍّ للكوليرا تشهده البلاد منذ سنوات، وفقاً لتقرير أصدرته منظمة أطباء بلا حدود. هذا التفشي يحدث في ظل حرب مستمرة منذ أكثر من عامين.

فقد أشارت المنظمة أن فرقها عالجت أكثر من 2300 مريض في دارفور، وسجّلت 40 وفاة خلال الأسبوع الماضي. الكوليرا تعد عدوى حادة تسبب الإسهال، وتنجم عن تناول الأطعمة أو المياه الملوثة. وكانت منظمة الصحة العالمية قد صنفتها مؤشراً على عدم الإنصاف وانعدام التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

إذا لم يُعالج المرض في الوقت المناسب، يمكن أن يكون مميتاً خلال ساعات. ومع ذلك، من الممكن معالجته بالحقن الوريدي، ومحلول تعويض السوائل، والمضادات الحيوية. في الواقع، أكثر من 640 ألف طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر الإصابة في ولاية شمال دارفور.

منذ يوليو 2024، سُجّلت حوالي 100 ألف إصابة بالكوليرا في أنحاء السودان، حيث انتشر المرض في جميع الولايات. وقد أدت الحرب إلى تعطيل الخدمات اللوجستية وقطع الطرق، مما جعل توصيل المساعدات الإنسانية أمراً شبه مستحيل. وتوقفت القوافل كما تناقصت الإمدادات.

في مدينة طويلة بشمال دارفور، حيث نزح نحو نصف مليون شخص مؤخراً، يعيش الناس في ظروف صعبة، يعانون من نقص المياه ويعيشون في خيام بلا أسقف محاطة بمستنقعات تجذب الذباب. تتحدث منى إبراهيم، النازحة من الفاشر، عن الظروف الصعبة التي يواجهها السكان في المنطقة.

في أبريل 2025، وثّقت الأمم المتحدة أكثر من 300 إصابة بالكوليرا بين الأطفال في طويلة. وتعاني مخيمات اللاجئين والنازحين من نقص حاد في المياه النظيفة، مما يدفع الأسر في كثير من الأحيان إلى شرب المياه الملوثة والتي تتسبب في انتشار المرض.

سيلفان بنيكو، أحد منسقي منظمة أطباء بلا حدود، أكد الوضع الحرج بالمخيمات، موضحاً أن الأُسر لا تجد بدائل لمياه الشرب. كان هناك حادثة وُجدت فيها جثة بداخل بئر، ولكن بعد رفعها اضطر الناس لشرب المياه نفسها مجدداً خلال بضعة أيام.


مواد متعلقة