المحادثات البريطانية الألمانية تسعى لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين
الإثنين 21 يوليو 2025 - 01:52 م

عندما ننظر إلى رف الكتب الألمانية في المكتبات في المملكة المتحدة، إذا وُجد، فإننا نرى أن معظم الكتب تتناول الفترة النازية والحربين العالميتين. التأليف عن ألمانيا اليوم يعد أمراً غير اعتيادي ويتحدى نمط التفكير السائد.
حتى مع مرور عقود منذ الحرب العالمية الثانية، ما يزال الأمر يثير الانتباه. لقد كان الشعب الألماني يتذكر دائماً عنوان صحيفة «ميرور» خلال بطولة أوروبا 1996 الذي حثهم على الاستسلام.
لهذا السبب، تُعتبر أي اتفاقية بين المملكة المتحدة وألمانيا في الشؤون الدفاعية ذات أهمية كبيرة. هذه الاتفاقية تهدف لحل التعقيدات التي نشأت مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
يُسعد الأمر الألمان بتسهيل الرحلات المدرسية إلى المملكة المتحدة، بينما يشعر البريطانيون بالارتياح لسماح بعض رجال الأعمال بتسجيل إلكتروني للدخول.
ستسعى المملكة المتحدة وألمانيا للتعاون في مجالات متنوعة، من الأمن السيبراني إلى الرعاية الصحية والهيدروجين الأخضر، لتعزيز نمو اقتصادي قوي ومستدام.
بعض المشاريع التي تم التعهد بها تهدف إلى بناء روابط جديدة ومنتديات شبابية ومبادرات ثقافية، وحتى حركة قطار مباشر بين لندن وكولونيا.
في هذه المرحلة، تعتبر الرمزية ذات أهمية خاصة. عند الحديث عن تحالف جديد بين الدولتين في عالم يبدوا مظلماً، تكون الخطوات الرمزية مهمة.
المستشار ميرتس لازال في بداية فترته في السلطة ولكنه وضع بصماته على الدبلوماسية الألمانية بقوة، واصلح العلاقات مع فرنسا، وشدد على أمن أوروبا.
وجهة نظر ميرتس تجاه روسيا كانت واضحة وتصميمه لدعم أوكرانيا كان مشجعاً.
يعتبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر جزءاً مهماً من هذه العلاقة الثلاثية التي تتعاون فيها الدول الثلاثة الكبرى: ألمانيا، فرنسا، والمملكة المتحدة.
يتحدث ميرتس وستارمر وماكرون عن نقاط التوتر ويتناقشون في كيفية التعامل مع الولايات المتحدة، مشددين على دفاع أوروبا الذاتي.
التزامات حلف الناتو الجديدة يجب أن تؤخذ على محمل الجد مع وعد ألمانيا بتحقيق هدف الدفاع بحلول 2029.
ستكون الاتصالات القوية بين الطرفين مرتبطة باتخاذ قرارات يومية عملية، وليس بالأمور الرمزية فقط.
على الرغم من أن زيارة ميرتس إلى لندن قصيرة إلا أنها مهمة، لكنها لم تكن مثيرة كما زيارة ماكرون الرسمية الأخيرة.
من الأهمية بمكان أن نفهم أن التعاون بين الدول الثلاث سيمر بصعوبات، خاصة مع بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي.
التساؤلات المحيطة باتفاقية الصداقة بين ألمانيا وبريطانيا نتيجة الأحداث والمعوقات السياسية ما زالت حاضرة.
وأدت هذه المعوقات إلى تعليق بعض المحادثات الثنائية، متأثرة بالتوترات التاريخية.
وفي نفس الوقت، تزايد عدد البريطانيين العاملين في ألمانيا، وساهموا بشكل إيجابي في الاقتصاد الألماني.
عمل المفاوضون على ضمان ديمومة الاتفاقية وعزلها عن أي تقلبات سياسية واقتصادية مفاجئة.
يسعى الجميع لجعل الاتفاقية تدوم لأجيال، وهي غاية نبيلة ولكنه قد يبدو هدفاً صعب التحقيق في ظل الظروف الحالية.
مواد متعلقة
المضافة حديثا