فشل مهمة إيلون ماسك في الحكومة الأميركية
الخميس 12 يونيو 2025 - 01:46 ص

عندما أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في نوفمبر الماضي، أن الملياردير إيلون ماسك سيقود مبادرة لتعزيز كفاءة الحكومة، أبدى العديد من زملائه من كبار رجال الأعمال سعادتهم، وكتب شون ماغواير، الشريك في شركة سيكويا كابيتال، أن الفكرة من أعظم ما قرأت على الإطلاق.
كما كتب الرئيس التنفيذي لشركة بيرشينغ سكوير كابيتال مانجمنت، بيل أكمان، حول كيفية تأثير هيئة الكفاءة الحكومية الإيجابي، وحتى السيناتور اليساري، بيرني ساندرز، غرّد بدعم حذر، قائلاً إن ماسك كان محقاً، مشيراً إلى الهدر والاحتيال في ميزانية الدفاع.
كان حماسهم مفهوماً، فحاجة الحكومة الأميركية للإصلاح أمر لا يمكن إنكاره، فالبيروقراطية المستمرة تعيق كل شيء، من شراء القطارات إلى ترخيص خطوط أنابيب الغاز، كما يمثل عجز الميزانية الأميركية مشكلة هائلة، والاحتيال يكلف مليارات الدولارات سنوياً.
وخلال مسيرته المهنية في مجال الأعمال، بنى ماسك العديد من الشركات المتميزة في مجالات ظنها البعض مستحيلة، وبدا من المعقول أن يصلح الحكومة، أو على الأقل يعيد تنظيمها بشكل بناء.
ومع ذلك، بعد بضعة أشهر فقط، يعتقد معظم المسؤولين في واشنطن أن هيئة الكفاءة الحكومية فاشلة، وأن ماسك لابد أن يغادر، وقد رحل بالفعل.
أعلن ماسك رحيله عن الخدمة الحكومية، في 28 مايو الماضي، عبر منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي التي يمتلكها.
كما استقال مساعده، ستيف ديفيس، الذي قيل إنه أدار جزءاً كبيراً من العملية التي كلف بها ماسك، وفضلاً عن ذلك، ستغادر كاتي ميلر، زوجة ستيفن ميلر، نائب رئيس موظفي البيت الأبيض.
وبعد يومين ظهر ماسك في مؤتمر صحافي وكدمة بارزة بجانب عينه اليمنى، قال إنها جراء ضربة من ابنه البالغ من العمر خمس سنوات.
يأتي هذا الرحيل بعد مقابلتين، إحداهما مع صحيفة واشنطن بوست والأخرى مع شبكة سي بي إس، حيث أقرّ ماسك بأنه أحرز تقدماً أقل مما كان يأمل.
وقال للصحيفة: وضع البيروقراطية الفيدرالية أسوأ بكثير مما كنت أعتقد، وانتقد ماسك في مقابلة مع شبكة سي بي إس ميزانية ترامب الجديدة.
وأضاف أنه لا يريد انتقاد الرئيس، لكنه أيضاً لا يريد تحمل مسؤولية كل شيء.
في الواقع، لم يحقق ماسك سوى القليل مما وعد به، فبعد أن تعهد بتوفير تريليوني دولار من الإنفاق الفيدرالي، قام بتقليص المساعدات الخارجية وطرد عشرات الآلاف من العمال.
بخلاف معظم الجهود الأخرى في واشنطن، بدا سعي ماسك نحو الكفاءة متجذراً في نظريات المؤامرة، وجادل بأن الديمقراطيين حولوا الحكومة إلى أداة لضخ الأموال.
وفي إحدى المرات ألمح إلى أن المكاتب الحكومية كانت فارغة، لدرجة أن مجموعات المشردين استولت عليها، لكن كل هذا لم يكن صحيحاً وفقا لتقرير حديث في صحيفة نيويورك تايمز.
قد تكلف عمليات الاحتيال والمدفوعات غير السليمة مئات المليارات سنوياً، غير أن الكشف عن هذه التجاوزات يتطلب محاسبين جنائيين وأصحاب فهم عميق للسياسة.
ركزت خطة ماسك العدوانية لخفض التكاليف في البداية على تسريح العمال رغم أن الرواتب تمثل أقل من 5% من الإنفاق الفيدرالي، وبسبب تسريح العمال بشكل مفاجئ، غرقت وزارة الطاقة في دعاوى قضائية.
قال ماكس ستير، من شراكة الخدمة العامة: «الفكرة الأساسية القائلة بأن حكومتنا بحاجة إلى التحديث ويمكنها أن تحسن أداءها هي فكرة صائبة تماماً».
ينبع العديد من مشكلات أميركا من منع البيروقراطيين من اتخاذ القرارات من خلال التلاعب بالقواعد، وعدم محاسبة أحد على المشاريع التي تكلف ثروات طائلة.
كان ماسك في البداية أعلن أنه سيعمل كمتطوع، لكن البيت الأبيض أكد لاحقاً أنه سيعمل كموظف حكومي خاص من دون أجر.
واجه ماسك اتهامات بتحويل تركيزه عن شركة تيسلا، وأثار انخراطه السياسي احتجاجات عالمية ومقاطعات ضد سيارات الشركة.
وفي أبريل، أعلنت الشركة أن مبيعاتها انخفضت إلى أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات، وحذرت المستثمرين من أن تغير التوجهات السياسية قد يستمر في الإضرار بالطلب.
مواد متعلقة
المضافة حديثا