الحلول الذكية لسهل الحياري للحد من ازدحام مدن المستقبل
الأربعاء 12 نوفمبر 2025 - 04:59 ص
تحدث المهندس المعماري سهل الحياري، الفائز بجائزة نوابغ العرب عن فئة العمارة والتصميم لعام 2024، عن ضرورة إحداث تحول جوهري في تصميم مدن المستقبل. يركز هذا التحول على إعادة الإنسان إلى مركز العملية التخطيطية، مع التركيز على الفضاءات المشتركة التي تعزز الروابط المجتمعية، بدلاً من الاستعانة فقط بالواجهات المعمارية المبهرجة أو الافراط في استخدام التكنولوجيا.
وعلى هامش فعاليات أسبوع مدن المستقبل التي عقدت في متحف المستقبل خلال اليومين الماضيين، أوضح الحياري أن التحدي الأكبر للمدن الحديثة هو فقدان "حرية الاختيار" الإنسانية لصالح الأنظمة التي يسيطر عليها الذكاء الاصطناعي. وأكد أن الدور المستقبلي للمعماري سيكون "دوراً أخلاقياً"، يعيد القيم الإنسانية والحضارية والثقافية للمدينة، ويمنع تفكك الأحياء إلى مجتمعات مغلقة ومعزولة.
واقترح الحياري خمسة حلول ومسارات رئيسية لإعادة صياغة المدينة المعاصرة، بما في ذلك تقليل الازدحام المروري وتعزيز الانتماء في الأحياء السكنية. يتضمن ذلك "تبني نظام ذكي شبه موحد لإدارة حركة المركبات، تحويل البنية التحتية والطرق السريعة إلى ممرات تحت الأرض لزيادة المساحات العامة، إعادة هيكلة الشوارع لتعزيز الحركة البشرية قبل المركبات، تعزيز مساحات المشي المشجَّرة، وتفعيل المساحات العامة المفتوحة التي تجمع السكان."
وأشار الحياري إلى أن التركيز الرئيسي في مستقبل المدن يجب ألا يكون على التكنولوجيا وحسب، بل على إعادة تركيز الإنسان في بيئة حضرية تعزز الروابط المجتمعية. وأضاف أن دور المعماري الآن يجب أن يكون دوراً أخلاقياً يرتبط بإعادة القيم الإنسانية والحضارية إلى تصميم المدن المعاصرة.
وقال الحياري: "عندما نتحدث عن مدن المستقبل، يتبادر إلى الذهن الذكاء الاصطناعي والأنظمة المؤتمتة. لكن، يجب ألا نفقد حرية الإنسان في الاختيار. نشهد حاليا مدناً تتجزأ وتنعزل المجتمعات فيها داخل مجمعات مغلقة. على المعماري اليوم إعادة الأخلاقيات والقيم الحضارية إلى تصميم المدن."
وركز الحياري على أهميّة المساحات المشتركة المفتوحة لتعزيز الانتماء داخل الأحياء السكنية، قائلاً: "الفراغات العامة والساحات التي تجمع السكان هي قلب المدينة الحقيقي، وهذه الأماكن تبني الشعور بالمجتمع والانتماء، وليس المباني أو الشوارع فحسب".
وأوضح أن تقليل الاعتماد على السيارات لتقليل الازدحام يرتبط بوجود منظومة نقل ذكية وسلسة، يمكن أن يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في إدارتها.
وفيما يتعلق بأهمية إعادة الشارع كمساحة اجتماعية، أشار إلى أن الشارع ليس مجرد ممر حركة، بل هو فضاء للتفاعل الثقافي والاجتماعي. وأوضح أن الشوارع في المدن الحديثة أصبحت ممرات للسيارات فقط، مما أدى إلى تشتت الحياة المجتمعية.
واقترح أن يعمل نظام ذكي موحد لإدارة حركة المركبات بحيث تتحرك السيارات بتنسيق وجماعية، مما يقلل الحاجة لمساحات كبيرة من الطرق ويعيد المجال للمشاة والسكان.
ونوه بتجربة مدينة مدريد التي نقلت الطرق السريعة إلى تحت الأرض وحولت المساحات إلى حدائق عامة، مؤكدًا أن بنية دبي التحتية المتقدمة تجعل من الممكن تطبيق حلول مماثلة.
وأضاف: "العيش في بيئة مشجعة على المشي، ومظللة، وطبيعية يُحسن الصحة النفسية والجسدية للسكان دون أن يشعروا بذلك".
وعند سؤاله عن القرار الذي يعتقد أنه قادر على إحداث تحول سريع وواضح في أحياء المدن، أجاب: "لو كان لي أن أختار قراراً واحداً، سأسعى للتركيز على تصميم الفراغات بين المباني بدلاً من التركيز على استعراض واجهات المباني، فدبي تمتلك مباني جميلة ومبهرة، لكن ما يحتاج إلى إعادة نظر هو طبيعة الفضاء العام وكيفية التحرك والتنقل واللقاء داخله".
مواد متعلقة
المضافة حديثا