مأذون: زيجات تفشل بسرعة بسبب تدخل الأمهات
الأحد 30 نوفمبر 2025 - 04:04 ص
شهدت الأعوام الأخيرة تغييرات كبيرة في مشهد الزواج، حيث برزت المظاهر الاجتماعية على حساب جوهر العلاقة الزوجية. تصاعدت الضغوط المالية التي تعيق إتمام الزيجات، مما أدى إلى تعثر علاقات كثيرة قبل أن تبدأ فعلياً.
استعرض الدكتور عبدالله موسى، مأذون ومستشار أسري، بعض الحالات المؤثرة، مثل أم رفضت زواج ابنها قبل أن يدخر مبلغاً معيناً، وأم أخرى كادت تنهي الزواج بسبب عدد المدعوين. أكد موسى أن السيطرة في مثل هذه الحالات تؤثر بشدة على الخصوصية.
تحدث الدكتور موسى في حوار مع "عرب كاست" عن كيفية تحول تصور الزواج لدى الشباب الجدد. يرون الزواج كمشروع مالي مكلف، بينما تركز بعض الأسر على الوجاهة وعدد المدعوين في الحفلات. أدى ذلك إلى إلغاء زيجات في غضون أيام بسبب التوترات الناشئة عن مظاهر الحفل.
يرى الدكتور موسى أن المشكلات الزوجية غالباً ما تأتي من المحيط العائلي، حيث تراجع الوعي بالعلاقة الزوجية أمام الضغوط الاجتماعية، مما يجعل الزيجات هشة منذ بدايتها.
كما أشار إلى خطورة جملة "زوجتك ابنتي" في عقود الزواج، مشيراً إلى ضرورة التركيز على الجوهر بدلاً من المظاهر. الظروف المادية أصبحت عائقاً رئيسياً للشباب المقبلين على الزواج، حيث كانت الأسر فيما مضى تدعم أبناءها أما الآن فالتكاليف المرتفعة تشكل عائقاً.
أوضح موسى أن البعض ينظر للزواج كحدث اجتماعي أكثر منه لبناء حياة، مما يدفع بعض الفتيات لطلب الطلاق بعد أيام قليلة من الزواج. هناك تركيز على الفستان والمظهر أكثر من العلاقة نفسها.
وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً في تعزيز الشكوك بين الشباب المرتبطين، حيث أصبح تقييم بعضهم لشريكة حياته يعتمد على معايير سطحية كعدم التواجد على الإنترنت وغيرها.
أبرز مشاكل الزواج تتعلق بـ"تدخل الأم"، سواء كانت أم العريس أو العروس، وهو ما شهد حالات زادت فيها التعقيدات بسبب تدخلات الأم في تفاصيل الزواج. تدخل الأمهات أحياناً يصبح صعباً ويدخل في تفاصيل غير ضرورية بعدما يتم عقد الزواج.
بعض الأمهات تصر على مراجعة الرسائل بين الأبناء وخطيباتهم، مما يؤثر بشدة في خصوصية العلاقة الزوجية ويُرّبكها. الخوف من تكبير المشكلة يجعل الفتيات يخفين تدخلات الأم مما يظهر لاحقاً في شكل خلافات.
اشتراطات الأمهات أحياناً تشمل تفاصيل صغيرة وغير جوهرية مثل نوع الملابس، ضيافة العائلة، أو حتى نوع الطعام المقدم، مما يخلق ضغطاً كبيراً على الزوجة.
التدخل يمكن أن يأتي من أم الزوج أيضاً، خاصة إذا كانت تشعر بأن استقلالية الزوجة تهديد لمكانتها. تتحسس من أي استقلالية تمارسها الزوجة في منزلها.
إن التركيز المفرط على التفاصيل الثانوية هو أحد أسباب هشاشة بعض البيوت الآن. زاد التركيز على مظاهر الزواج دون الجوهر، بينما يفقد الزواج معناه الحقيقي بعض الأحوال.
أشار موسى إلى أن بعض الأعراف تُشكل حاجزاً أمام الزواج رغم التطور الاجتماعي. العائلات ترفض الزواج لأسباب تتعلق بالمكانة الاجتماعية لأحد الأطراف دون النظر إلى القيم الفردية.
شهد موسى حالات تم إلغاء الزواج فيها لأسباب غير متعلقة بالأخلاق أو الدين، بل لاعتبارات اجتماعية. يحدث ضرر نفسي كبير للطرفين جرّاء مثل هذه الاعتبارات.
استخدم بعض الآباء اعتبارات اجتماعية كذريعة لإخفاء أسباب أخرى لتأخير الزواج، مثل عدم اقتناعهم بالزوج.
تحدث الدكتور موسى عن تجربته في مجال المأذونية بعد تركه الرياضة، حيث أسهم في الكشف عن عروات الزواج وتحدياتها. عمله في المأذونية جعله يرى التحولات في طرق الزواج ومنظور الأسر لها.
بعض الأسر تنظر إلى الزواج كمشروع وجاهة وترى أنه مكلف، ما يزعزع من المعنى الحقيقي للعلاقة الزوجية.
في كثير من الأحيان، تكون الأفكار التقليدية عائقاً أمام الزواج، حيث ترغب بعض الأسر في الحفاظ على السيطرة الاجتماعية.
مواد متعلقة
المضافة حديثا