رحلة حج الإمارات قديماً.. إيمان يواجه المخاطر والتحديات
الإثنين 09 يونيو 2025 - 01:02 ص

منذ فترة طويلة، اكتسبت رحلة الحج مكانة عميقة في قلوب المسلمين في أنحاء العالم، حيث تُعتبر رحلة تعبق بالمشاعر والروحانية. ومع أن هذه الرحلة تحمل مشقة وصعوبات، إلا أنها كانت دائمًا محط أنظار الراغبين في تأدية هذه الفريضة العظيمة.
في السابق، لم تكن وسائل النقل متطورة كما هي اليوم، وكانت الطرق صعبة ومليئة بالتحديات. رحلة الحج كانت تستغرق وقتاً طويلاً وكانت محفوفة بالمخاطر، إلا أن قلوب المسلمين كانت تتلهف لهذه الرحلة المباركة.
الاستعدادات لرحلة الحج كانت تتم قبل الموسم بأشهر عدة، حيث كان توفير كلفة الرحلة يتطلب جمع حوالي 300 روبية، وهو مبلغ كبير في ذلك الزمان. الرحلة كانت تمتد لثلاثة أشهر تقريباً، وكانت تتم على ظهور الإبل أو الحمير أو سيراً على الأقدام.
الحجاج فضلوا السفر في قوافل كبيرة للحماية وتحت قيادة دليل متمرس يعرف الطريق ويجيد التعامل مع التحديات مثل الأوبئة والعطش وقطاع الطرق، فضلاً عن صعوبة الظروف المناخية. كما سافر بعض الحجاج عبر السفن من ميناء دبي والشارقة وجزيرة دلما.
الأطعمة والمؤن التي حملها الحجاج كانت تتسم بالبساطة، شملت التمر والدهن والخبز الجاف والرقاق والعدس والأرز، وأيضاً اللبن المجفف الذي يُحفظ على شكل كرات. يمكن تعبئة الماء في قِرَب من جلد الماعز، وكان الحجاج يقفون عند الآبار للتزويد به.
عند الوصول إلى مكة، كان الحجاج يقيمون في أماكن متواضعة، في خيام أو في مساكن مستأجرة، ويعتمدون على بعضهم في أداء المناسك بمساعدة ذوي الخبرة. على الرغم من صعوبة الرحلة، كان العودة إلى المنزل تجربة غامرة بالفرح.
استقبال العائدين من الحج في مجتمعهم كان يحمل فرحة عظيمة. كانت تُقام الاحتفالات والولائم التقليدية التي يتجمع فيها الجميع للاحتفاء بسلامة وعودة الحجاج. ومن بين الأطعمة التي تُقدم: الهريس والثريد والمجبوس واللقيمات.
الهدايا التي كان يجلبها الحاج معه كانت بسيطة ومعبرة، مثل المسابيح وسجاد الصلاة والبخور والعطور وكذلك الشاي والقهوة. وكان لقب الحاج الذي يُطلق عليه عند عودته يحمل احتراماً وتقديراً كبيراً من المجتمع.
هذا اللقب يعكس أهمية هذه الرحلة الروحانية العظيمة في حياة كل مسلم، حيث يظل الحاج محتفظاً بهذا اللقب طوال حياته، كنوع من التقدير لتكليفه بهذه الفريضة الكبيرة وتحمله الصعوبات في سبيل إتمامها.
الحنين لهذه الأماكن المقدسة لا يزال حاضرًا في قلوب المسلمين حتى اليوم، فرغم التقدم الكبير في وسائل النقل والأسفار، تظل رحلة الحج تختلف في تجاربها ومشاعرها، مستمرة في نثر عبق الروحانيات حتى بعد العودة إلى الحياة اليومية المعتادة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا