جدل كبير حول اختيار فستان المتحدثة باسم البيت الأبيض

تستمر الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة في الاشتعال، وتثير قضية أزياء المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي. لفت فستانها الأحمر المطرز باللون الأسود انتباه الدبلوماسي الصيني، تشانغ تشيشن، الذي نشر صورة له وأكد أنه صُنع في مصنع بمدينة مابو الصينية.

أوضح تشيشن، الذي يعمل قنصلاً عامًا في إندونيسيا، أن العمل في تصنيع الفستان يجري عادة في تلك المنطقة التي تشهد كذلك نشاطًا كبيرًا لمستخدمي منصة "ويبو". ورأى تشيشن أن شراء المنتجات الصينية خلال فترة النزاع التجاري يمثل ظاهرة غريبة فيما يتعلق بالتعاملات الأمريكية مع الصين.

كذلك، أكّد عمال في شركة صينية أن الفستان جاء بتطريزات من إنتاج شركتهم، مما زاد من حدة الجدل والنقاشات على منصات السوشيال ميديا. المرحلة الحالية تشهد توتراً في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين العظميين، حيث رفع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الرسوم الجمركية على الصين كرد على سياستها التجارية.

في سياق متصل، نشرت بعض الحسابات في "تيك توك" مقاطع فيديو تكشف عن ظروف العمل في المصانع الصينية التي تنتج الأزياء الفاخرة، مما يعزز الاهتمام والجدل حول الفساد التجاري والممارسات الاقتصادية العالمية. كذلك، كشفت الإحصائيات عن وجود أكثر من 13.8 ألف شركة ملابس في الصين تصدّر منتجاتها عالمياً.

أشارت سوزان سكافيدي، مديرة معهد قانون الموضة، بأن هناك تضارباً في المعلومات عن مصدر الأزياء، ورأت أنه سيكون من الأفضل للمتحدثة ليفيت تغيير ملبسها لقطع تُصنع داخل الولايات المتحدة لإظهار دعمها للاقتصاد المحلي.

في السياق ذاته، أشار أستاذ الوسائط الرقمية مينه هافام إلى أن هذا الجدل يظهر خللاً في فهم الإدارة الأمريكية الجديدة للاقتصاد العالمي وأن العولمة تسهم في إنشاء علاقة اقتصادية وثيقة بين الدول رغم التوترات السياسية.

توقعات الخبراء تشير إلى أن خفض تكلفة الملابس في ظل الحرب التجارية سيكون صعباً، فالأوضاع المالية لشركات الأزياء والمستهلكين تمر بتحديات كبيرة، ويرى البعض أن التوترات الاقتصادية قد تفاقم الوضع في المستقبل القريب.

في النهاية، تبقى الحرب التجارية وتأثيرها على صناعة الأزياء والأوضاع الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة موضوعاً حساساً ومتجدداً قد يتطلب التحليل المستمر لآثاره وتداعياته على الاقتصاد العالمي.