دعوة من رئيس وزراء بريطانيا السابق لميثاق عالمي جديد وعالم للجميع
الأحد 13 أبريل 2025 - 04:27 ص

بدأ الأسبوع بأسوأ تقلب مالي في التاريخ الحديث، وانتهى بأخطر تصعيد في الصراع الصيني الأميركي. حان الوقت للتمييز بين التحولات الجذرية والهزات. وإذا لم يحدث أي تغيير، فقد يعُرف عقد العشرينات من القرن الـ21 بعقد الشيطان، مصطلح استخدمه المؤرخون ما وصف ثلاثينات القرن الـ20.
لن يقتصر تعريفه بأنه العقد الذي قضى على سبعة ملايين شخص بسبب كوفيد-19، بل أيضاً شهد زيادة في الفقر والتفاوت بين السكان. كان شاهداً على أوكرانيا الممزقة وغزة المحروقة، وفظائع غير مغطاة إعلامياً في إفريقيا وآسيا، كلها تشهد على استبدال نظام قائم على القواعد بآخر قائم على القوة.
كل جزء من النظام القديم يتعرض للهجوم، ليس فقط في التجارة الحرة، بل أيضاً بشأن سيادة القانون وحقوق الإنسان والديمقراطية وحق تقرير المصير. التعاون بين الدول، والمسؤوليات الإنسانية والبيئية تم استفزازها، بعدما كانت جزءاً من مواطنتنا العالمية.
تعاقب الأنظمة ضمن التاريخ لم يكن جديداً. خلال قرنين، برزت أربعة أنظمة عالمية انهارت. النظامان الأولان هما توازن القوى بعد هزيمة نابليون بونابرت ونظام ما بعد معاهدة فرساي عام 1918. بعدها جاء نظام 1945 بقيادة الولايات المتحدة والأمم المتحدة، ثم النظام العالمي الجديد بعد 1990 مع جورج بوش الأب.
الآن ومع تحول ميزان القوى الاقتصادي شرقاً وظهور مذهب تجاري جديد، لم يعد يسمى إجماع واشنطن مدعوماً، خصوصاً في واشنطن. الكثيرون يرفضون العولمة كشيء متاح للجميع، وبدلاً من ذلك يروها قيداً على التجارة تمت دراسته زوراً كطريق للرخاء.
أدرك الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب التحولات الجذرية في الجغرافيا السياسية واستغل الفجوة بين فوائد العولمة وما قدمته في حياة الناس اليومية. أصبح معارض قوي للعولمة باستخدام حملات التواصل الاجتماعي وأعاد نظرية الرجل العظيم التاريخية.
تقلباته حذرت بخطر كبير، ومنها شعار دع الفوضى تسود الذي يبدو مفضلاً لديه. رغم الأمل في عودة الوضع لطبيعته، لا تظهر أفعاله كأساس منطقي لتخطيط مستقبلي. ومع تصاعد المواجهة مع الصين، السؤال هو هل نحن نتجه نحو نظامين أم نحو فوضى شاملة؟
أحداث الوقت الراهن أظهرت استحالة استعادة النظام العالمي الرابع. نحن في حقبة أكثر حماية، نتحرك من عالم أحادي القطب لعالم متصل مع مراكز قرار متعددة، ما يجلب الأزمات من الأوبئة للطوارئ المناخية والعدوى المالية.
الدول لا تزال تستغل الترابط العالمي ونقاط القوة لمصلحتها كما فعل ترامب. إذا أردنا نظاماً قائماً على القيم، علينا الاتفاق على ميثاق عالمي مبني على ميثاق الأطلسي 1941 وميثاق الأمم المتحدة 1945 لكن مصمم لقرن مختلف جداً.
يجب على الدول المؤمنة بالتعاون الدولي بتعهد بتقديم حلول عالمية. علينا بناء جسر للتواصل مع المشككين كرئيس السابق ترامب، بمبدأ المعاملة بالمثل وتقاسم الأعباء بين الدول. وضمن عالم مثقل بالديون، نقاط بديهية جديدة يمكن تحويلها لأفعال.
باستجابة لإخفاقات العولمة، نسعى معاً لعالم مفتوح للتجارة وملائم لمن تخلفوا. نحن في وقت تحديات جمّة إضافة للمسؤوليات، علينا الارتقاء فوقها لتجديد الآمال في بناء مستقبل يحتضن الجميع في تعاون محكم وعادل.
غوردون براون، كان رئيس وزراء المملكة المتحدة من 2007 إلى 2010، وقدم هذه الأفكار في مقال في الجارديان. يدعو للتفكير في كيفية التعامل مع التحديات الاقتصادية والسياسية العالمية المشتركة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا
الأكثر مشاهدة اليوم