بثلوجها الساحرة: مهرجان سلافا سنو شو يعود إلى دبي بأجواء دافئة
السبت 18 أكتوبر 2025 - 11:22 م

تواصل دبي تعزيز مكانتها كعاصمة للثقافة والفنون، وهي تُعرف كوجهة مفضلة لاستضافة العروض العالمية التي تجمع بين الإبداع والتميز. تحتضن المدينة العديد من العروض الشهيرة التي تعكس تنوعها واهتمامها بتقديم تجارب فنية استثنائية. من بين هذه العروض، يأتي "سلافا سنو شو" ليضيء خشبة مسرح نيو كوفنت غاردن في مول الإمارات، بعد جولات متعددة في أبرز العواصم العالمية.
يستمر عرض "سلافا سنو شو" في دبي حتى 26 أكتوبر الجاري. هذا العرض الصامت يخاطب الجمهور بموضوعات حياتية قد تبدو بسيطة، لكنها تحمل معانٍ عميقة. يُقدم العرض الصداقة والحب والغدر بأسلوب فكاهي، حيث يتغير المسرح وتتبدل الأجواء، مما ينقل المشاهدين من ليالي القمر إلى أعماق البحار، ثم إلى الثلوج التي تدفئ قلوبهم.
يتميز العرض بسخاء في مزيجه بين الفوضى الساحرة والبهجة، مما ينجح في إضحاك الجمهور ويعيدهم إلى شعور الطفولة، كما يجعلهم شركاء في نسج بعض مشاهد العمل. للمرة الثانية، يعود "سلافا سنو شو" إلى دبي، ويعتبر من أبرز العروض التي حصدت جوائز عالمية، إذ يُقدم منذ أكثر من 30 عاماً.
أوضح مبتكر العرض، سلافا بولونين، أن لديهم فريقاً تقنياً ذو خبرة كبيرة في التكيف مع المساحات المختلفة، حيث يمكنهم تقديم العرض في مسارح صغيرة أو قاعات ضخمة، وحتى في السيرك أو على خشبات صعبة. أشار أيضًا إلى أن لديهم مجموعة كبيرة من الحيل الإبداعية التي تُساعد على التكيّف، لكنهم يحرصون دائماً على اختيار المسارح المناسبة.
وعن أسباب نجاح العرض طوال هذه السنوات، يتحدث بولونين عن مقدرته على مخاطبة الجمهور بقضايا إنسانية خالدة. ويشبه العرض بالكعكة متعددة الطبقات، إذ يجد كل مشاهد، مهما كان عمره أو ثقافته، شيئاً يلامسه شخصياً. يؤكد أن العرض يجذب جمهوراً متنوعاً، من الشباب وكبار السن، ومن المثقفين إلى محبي الفكاهة.
لدى كل عرض، يحب بولونين الجلوس مع الجمهور والاستماع إلى قصصهم حول ما شاهدوه. كل قصة تختلف عن الأخرى، فكل مشاهد يرى نسخته الخاصة، وهذا أروع ما في العرض. بولونين يوضح أن شخصية المهرج التي تظهر في العرض هي إشارة لكونه مهرجاً في الأساس، فشخصية المهرّج قوية في رمزيتها ويمكنها مخاطبة أي موضوع.
يقوم العرض على التفاعل مع الجمهور، حيث يتدخلون في فقرات العرض، مثل الشباك التي تمتد فوق رؤوسهم، أو الكرات الكبيرة. وكشف بولونين أن بعض هذه المشاهد وُلدت من الارتجال ومن تفاعل الجمهور. فقرة الاستراحة، التي ينزل فيها المهرجون إلى الجمهور، وُلدت في إسبانيا، حيث لاحظوا حماسة الجمهور للحاجة إلى تفاعل مباشر.
هناك جمهور يعود دائماً للاستمتاع بالعرض مراراً وتكراراً. كثيرون ممن شاهدوا العرض في طفولتهم يعودون اليوم مع أطفالهم ليعيشوا التجربة ذاتها. بولونين يرى أن العرض يحتوي على لطف ودفء ومشاعر إنسانية نفتقدها في عالم اليوم، ويستحق أن يُرى أكثر من مرة.
أشارت ليز كوبس، الرئيس التنفيذي لمجموعة برودواي إنترتينمت جروب، إلى أن "العرض يتطلب تنسيقاً دقيقاً بين فرق دولية ومكونات إنتاجية معقدة". يجمع العرض فنانين من أميركا الشمالية وأوروبا وروسيا. من جهتها، ترى أن التحديات اللوجستية حقيقية، كما أن المنافسة في دبي تزداد مع كل عام لتنوع الفعاليات الثقافية والترفيهية.
منذ تأسيس مقرهم في دبي قبل 15 عاماً، تعمل المجموعة على دعم الفنون الأدائية في المنطقة. ويعتبرون دبي منصة عالمية تحتضن الإبداع والتنوع. يفخرون بأن يكونوا جزءاً من هذا المشهد الثقافي المتطور، ويتفاعلون مع الحركة الثقافية من خلال تقديم عروض عالمية وتنظيم ورش عمل ومبادرات تعليمية.
حاز "سلافا سنو شو" على شهرة عالمية من خلال جولاته في أكثر من 80 دولة، واستقطب ما يزيد على 12 مليون شخص. كما حقق أكثر من 25 جائزة دولية. خلال العرض، يتحول المسرح إلى عالم خيالي ساحر، حيث تتدحرج الكرات الضخمة وتهب العواصف الثلجية، وتنتقل الجمهور إلى تجربة ترفيهية غامرة.
في 26 من الشهر الجاري، تختتم العروض على خشبة مسرح نيو كوفنت غاردن. يُذكر أن بولونين يوضح أن بعض مشاهد العرض قد اختفت وظهرت أخرى جديدة بفضل الارتجال الذي يمنح العرض حيويته، ويخلق شعوراً بالابتكار الجديد أمام الجمهور.
مواد متعلقة
المضافة حديثا