استثمارات الإمارات في البتروكيماويات تصل إلى 294 مليار درهم

ضخت دولة الإمارات استثمارات تزيد عن 294 مليار درهم (80 مليار دولار) في قطاع البتروكيماويات المحلي حتى الربع الأول من عام 2025، مما يعكس تركيز الحكومة المتزايد على تعزيز هذا القطاع كمحور استراتيجي ضمن سياسة تنويع الاقتصاد بالإضافة إلى توسيع القاعدة الصناعية غير النفطية.

تشمل هذه الاستثمارات الكبيرة توسعات إنتاجية ومشاريع تكاملية، خاصة في مجمع الرويس بأبوظبي، بهدف تحصين الصادرات البتروكيماوية من اضطرابات الأسواق الدولية.

في فبراير 2025، منحت "أدنوك" عقدًا بقيمة 6.2 مليار درهم لإنشاء أول مصنع ميثانول بطاقة 1.8 مليون طن سنويًا، كما أطلقت مشروع "تعزيز" باستثمار 11 مليار درهم.

تقود "أدنوك" بالتعاون مع "القابضة" (ADQ) هذه المشاريع، وعلى رأسها مشروع "تعزيز" لتطوير أكبر مجمع متكامل للمشتقات البتروكيماوية في الدولة.

أعلنت "أدنوك" عن دمج أصولها في قطاع البولي أوليفينات مع شركة OMV، مما يجعلها رابع أكبر شركة في هذا القطاع عالميًا.

أوضح "إنترريجونال" أنه مع هذه الاستثمارات، سجلت صادرات الإمارات من البتروكيماويات أداء قوياً عام 2024، إذ بلغ حجم الصادرات 3.8 مليون طن، بزيادة قدرها 11% مقارنة بعام 2023.

وبلغت قيمة هذه الصادرات في الربع الأول من 2025 أكثر من 2.3 مليار دولار، مدعومة بارتفاع إنتاج البولي إيثيلين والبولي بروبيلين والميثانول.

رغم أن السوق الأمريكي لا يمثل النسبة الأكبر من الصادرات، إلا أن الإمارات تراقب السياسات الجمركية الأمريكية، في ظل مراجعة واشنطن لامتيازات الشركاء التجاريين.

تعمل الإمارات على تنويع أسواقها نحو آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، مدعومة باتفاقيات تجارية شاملة ومن المتوقع زيادة الإنتاج السنوي من 18.6 إلى 20 مليون طن.

كثّفت دولة الإمارات جهودها عبر تنويع وجهات التصدير نحو الأسواق الآسيوية والأفريقية والأمريكية الجنوبية لتعزيز حضورها.

جرى توقيع اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة مع دول عدة، مما أسهم في إزالة الرسوم الجمركية عن منتجات بتروكيماوية، ميسراً نفاذها إلى أسواق جديدة بكفاءة.

تعتمد تنافسية الصادرات البتروكيماوية الإماراتية على الموقع الجغرافي الاستراتيجي والبنية التحتية المتطورة، مما يسهم في إنتاج بتروكيماويات بأسعار تنافسية عالمياً.

تتمتع المنتجات الإماراتية بسمعة جيدة عالمياً من حيث الجودة والامتثال للمعايير الفنية، مما يعزز مكانة الإمارات كمصدر موثوق للبتروكيماويات.

تؤكد دولة الإمارات التزامها بمواصلة التوسع الصناعي مع الحفاظ على المرونة لمواجهة المتغيرات العالمية، للبقاء كأحد اللاعبين الرئيسيين في سوق البتروكيماويات العالمي.