"صانع الدمى: رؤية معاصرة لمأساة عطيل شكسبير"
الثلاثاء 02 ديسمبر 2025 - 05:10 ص
مقالة عن مسرحية "عطيل صانع الدمى" في مهرجان دبي لمسرح الشباب
تحت الأضواء الخافتة، وبين الجمهور المترقب، استعدنا تفصيلات مُعقدة لحكاية إنسانية عرفها العالم، بقراءة معاصرة على مسرح دائري يغص بالدمى معلقة على الجدران ومع الجمهور، تحسين طابع الكلاسيكية جاءت في ثالث أيام مهرجان دبي لمسرح الشباب، من خلال عرض "عطيل صانع الدمى".
المسرحية التي قدمتها فرقة دبي الأهلي ليست مجرد سرد لمأساة شكسبير العظيمة، بل هي فرصة لطرح قضايا مثل الثقة، والشك، والغيرة من خلال تفاعل بين البشر والدمى، لتحتوي على لحظات من الصمت وكلمات تتردد وتتناقل مع الأصداء.
انطلق العرض بدخول عطيل المسرح متسللاً من الجمهور، ليبدأ كراوي للحكاية. تبدأ القصة بطرحه تدوينة مع زوجته ديدمونة، وكيف كان يسافر كثيراً، ويستعينان في سرد قصتهما بالدمى التي تعكس شخصيات رئيسية من مسرحية شكسبير بأسلوبها الخاص.
مع دمج الشخصيات، تبدو الدمى كتفاصيل حيوية ضمن الحبكة الدرامية، تُساهم في تحفيز الأحداث، تُغذي شكوك الأخطاء وتنعكس مثل الظلال التي يعيش فيها الزوج في دوامة من الشكوك التي تستحوذ عليه تدريجيًا.
المطلب الرئيسي لديدمونة من عطيل كان بسيطاً وهو استخدام دمية جديدة، لنغوص عبر هذا الطلب إلى عالمه الخاص بالدمى والتي تبدو وكأنها الخيط الذي يصنع حكايته الشخصية. من خلال حوارات الدمى، ندخل في طيات حبكة درامية مختلفة، تبرز فيها الخلفية النفسية لصانع الدمى.
وعن مسرحه الدائري، أتاح عطيل المدعم بعبقرية إخراج عبدالله صنقور للجمهور تجربة الاستغراق وسط عاصفة من مشاعر الغيرة والشك، مدفوعاً بموسيقى مسرحية قوية ألفها عبدالعزيز الخميس. تجلى الأمر في استجواب عطيل حول منديل ديدمونة، كرمزية للعلاقات البشرية، حيث يخفي العالم بها خلفيات النوايا ويغمر بها الحقيقة.
المأساة بلغت ذروتها في النهاية عندما تركتنا في صراع مع ما نراه ونستشعره، حيث برع الممثلون في استخدام لغة الجسد إلى جانب النصوص لتحديد مصير العمل، في رسم مشهد معاناة الوجود وتسليم الحب ليكون الأسى.
وفي حديث المخرج عبدالله صنقور، قال إن رؤية الدمى تدخل في نسيج العرض لتعكس شمولية وتأثير الكلام على العلاقات الإنسانية. وأضاف شكره لدبي للثقافة على تحويل الفضاء الخارجي لميدان يعرض فيه الشباب إبداعهم، معربًا عن امتنانه لفريقه.
الممثلة سارة المازمي، تحدثت بحماس عن دور ديدمونة قائلة إن توسيع مساحة التجربة مع الفهم المتواصل مع زملائها ساهم في إبراز القصص الشخصية بشكل أعمق وأحر. وتحدث سالم التميمي، مؤلف العمل، عن عملية إعداد إعادة كتابة عمل شكسبير بأسلوب مختلف ومبتكر، مشدداً على تأثير الأطراف الثالثة على العلاقات.
خلال المهرجان، تم تقديم العديد من الأداءات الموسيقية المتنوعة، حيث قدمت الروسية ماريا ماسراني فقرات موسيقية على البيانو، معبرة عن سعادتها بالمشاركة في هذا الحدث الفني المميز.
ماريا، التي بدأت من عمر الخامسة في العزف، أضافت بريقاً ثرياً للعرض بمشاركتها الموسيقية، لتعبر عن شغفها الذي تنوي متابعته كمهنة في المستقبل، مؤكدةً أنها ستستمر في رحلتها مع الموسيقى حتى تحقق طموحها.
مواد متعلقة
المضافة حديثا