الذكاء الاصطناعي في الطب: ثورة في تشخيص الأمراض النادرة وتحليل الجينات المعقدة

الخميس 12 يونيو 2025 - 10:16 ص

الذكاء الاصطناعي في الطب: ثورة في تشخيص الأمراض النادرة وتحليل الجينات المعقدة

عادل جمال

أكد الأطباء والمتخصصون في تكنولوجيا الرعاية الصحية أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الأطباء، بل سيكون مساعداً بارزاً لهم. سيساعد في الجوانب المتعلقة بالتشخيصات والحصول على التقييمات التي يتبعها القرارات المصيرية فيما يتعلق بحياة المريض.

هذا الوضع سيكون مفيداً بشكل خاص في الحالات المعقدة، مثل الأمراض النادرة والجراحات الخطرة. سيدخل الذكاء الاصطناعي في نظام الرعاية الصحية لتشخيص الأمراض، واكتشاف الأدوية، وتحديد العوامل المسببة للخطر بين المرضى من خلال تحليل صور الأشعة ونتائج التحاليل.

يمكن لهذه التكنولوجيا أيضًا تقديم تقييمات دقيقة عبر أجهزة رقمية متخصصة، تستخدم خوارزميات متقدمة للتنبؤ والتشخيص. هذا من شأنه أن يقلل الأخطاء وعدد مرات التشخيص، ويحسن التنبؤ بالأمراض المختلفة ويكشف عن الأمراض النادرة والمعقدة.

على صعيد آخر، أصبحت مجالات الطب واحدة من أبرز المجالات التي تستفيد من الحلول الذكية الحديثة، مع التطور السريع للتكنولوجيا واعتماد الذكاء الاصطناعي في هذا المجال. يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي معالجة بيانات ضخمة، والحصول على النتائج في أقل وقت ممكن.

تساعد هذه التقنية في عمليات التشخيص، واقتراح الخطط العلاجية، ومعالجة البيانات الجينية المعقدة وتفسيرها. كما تساهم في الحصول على تشخيص أكثر دقة للحالات والأمراض الوراثية المختلفة. يضيف أيضاً إلى اتخاذ تدابير لمنع التشخيصات الخاطئة، وخفض التكاليف والنفقات غير الضرورية.

جاءت هذه التطورات متزامنة مع تطوير كليات الطب والعلوم الصحية لمناهج جديدة للأطباء المستقبليين، تضيف عناصر الذكاء الاصطناعي إلى أساليب منهجية التعلم الجامعي.

الدكتورة أسماء المناعي، المديرة التنفيذية لمركز الأبحاث والابتكار في دائرة الصحة أبوظبي، شرحت أن القطاع الصحي في أبوظبي يمر بتحولات سريعة مدعومة بالبيانات والذكاء الاصطناعي. تعمل منصات مثل (ملفي) لتبادل المعلومات الصحية على إحداث ثورة في هذا المجال.

مع التطورات المتوقعة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في اختصار الوقت ورفع جودة التشخيص، وإعطاء فهم أعمق للعلاجات المناسبة والمتطلبات الوقائية للتعامل مع الأضرار الجانبية. عند مشاركة الأطباء أصدر قرارات بناءً على بيانات الذكاء الاصطناعي.

رغم أن هناك انتشار واسع للأفكار التي تقترح أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلغي الحاجة لتخصصات طبية موجودة حاليا، إلا أن الحقيقة هي أن وظائف الأطباء ستتطور ليكون لديهم أدوات وأجهزة تساعد في تسريع التشخيص وتقديمه بدقة أكبر.

سيظل العامل البشري جزءاً أساسياً لا يمكن الاستغناء عنه. يشير المتخصصون إلى أن التعاون بين الذكاء الاصطناعي والأطباء هو الطريقة المثلى لتقديم حلول صحية فعالة.

تمكنت الجامعات والكليات الطبية في الإمارات حالياً من تعديل المناهج الصحية ودمج عناصر الذكاء الاصطناعي في التعليم لتعزيز الخبرة المستقبلية للأطباء.

البروفيسور أيمن الحطاب أشار إلى أن هناك أكثر من 10,000 حالة مرض نادر في العالم تؤثر في حوالي 5% إلى 10% من السكان. الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الطبيب لكنه قادر على مساعدة الأطباء في عمليات التشخيص المعقدة.

مساعدة الذكاء الاصطناعي تتجلى في فصول مختلفة ومنها تشخيص الأمراض النادرة، حيث يُدرب النظام على الأعراض التي يعاني منها المريض ويوفر الاحتمالات المتوقعة التي قد تكون سبب في الأعراض.

دور الذكاء الاصطناعي واضح كذلك في فحوص ما قبل الزواج وما قبل الإنجاب، حيث يمكن أن يُحسن الوقاية من الأمراض النادرة من خلال الاعتماد على الفحص الجيني.

كل الفحوصات والمعلومات المستمدة من الذكاء الاصطناعي يجب مراجعتها من قبل الأطباء للتأكد من دقتها والاعتماد عليها كجزء من العمليات الطبية الشاملة.

وفقًا للمتخصصين في المجالات الطبية المختلفة، التفوق الرئيسي للذكاء الاصطناعي يتجلى في فروع مثل تحليل الأشعة الطبية، قراءة وتحليل تحاليل الدم، وتنفيذ الجراحات بمساعدة الروبوت، بالإضافة إلى تقديم العلاجات بناءً على تحليل قواعد البيانات السريرية الضخمة.

تتركز قدرة الذكاء الاصطناعي على تفسير الكثير من العلاقات المعقدة للمريض نتيجة لقدرته على تحليل ملايين السجلات الطبية والبيانات. يمنح التحولات داخل الجسم تصورا أفضل للأضرار المتوقعة ويساهم في الحصول على أفضل توجيهات العلاج.

أقر الأخصائيون في المجال الطبي بأن القدرة الحالية للذكاء الاصطناعي في دعم الأطباء تعتمد على تطوير المجالات المختلفة من خلال اعتماد حلول مبتكرة لجميع أنواع التشخيصات المعقدة.

في الوجهات المستقبلية، تبني المنشآت الطبية الحديثة في الدولة العديد من التقنيات الذكية، بما في ذلك مراقبة المرضى عن بعد، والتصوير الطبي لحالات مرضى السرطان.

الذكاء الاصطناعي لا يزال جزءًا لا يتجزأ من العمليات الطبية المستحدثة في المجال الطبي، بما في ذلك التدخل الجراحي لعلاج السكتات الدماغية والعديد من الفحوصات الطبية الأخرى. يساعد في تسريع بداية العلاج، مما يوفر الوقت ويساهم في تقديم نتائج مبهرة في الحالات المعقدة.

الجمع بين الذكاء الاصطناعي والتقنيات الطبية الحديثة يوفر بيئة مثالية للتغلب على التحديات الطبية الرئيسية، وتحسين مستويات الرعاية المقدمة للمرضى من خلال دعم مخرجات صحية أفضل وأكثر استدامة.

تهدف الجهود الأكاديمية في الذكاء الاصطناعي إلى تجاوز مجرد التعليم الأساسي وصولا لاستخدام الأبحاث والابتكارات لتوسيع المعرفة والقدرات الحالية في نطاق واسع، وتوفير بيئة تعاونية بين القطاعين العام والخاص لتحقيق أهداف الابتكار المستقبلي بنجاح.

إن تطوير مهارات الأطباء والكوادر الطبية في استخدام تقنيات التعامل مع الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي يمثل المستقبل الحاسم في قطاع الرعاية الصحية، ويهدف إلى خلق توازن بين الكفاءة البشرية والقدرة التكنولوجية للأطباء.

من خلال استغلال وتحسين قدرات الذكاء الاصطناعي عبر التدريب المستمر، فإن دعم القرارات الطبية المستندة على البيانات يصبح أكثر دقة وتأثيراً. يتوافق مع الرؤى المستحدثة والرؤية المستقبلية لتطوير حلول متميزة وأكثر دقة واعتمادية في المجالات الطبية المختلفة.


مواد متعلقة