ترامب يتراجع ويعلق الرسوم الجمركية تحت ضغط الأسواق

السبت 12 أبريل 2025 - 08:07 ص

ترامب يتراجع ويعلق الرسوم الجمركية تحت ضغط الأسواق

ناصر البادى

لم يستطع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الوقوف طويلًا أمام الضغوط، ففي أسبوع مليء بالتوترات، أعلن "يوم التحرير" الثالث في حربه التجارية. لكنه اضطر للتراجع، إذ بدا أن قراراته تدفع بالولايات المتحدة والاقتصاد العالمي نحو أزمة اقتصادية.

كانت الشرارة الأولى من سوق السندات الأمريكية، حيث شهدت الأسعار هبوطًا وتلاها انخفاض في الأسهم. وأدت التحذيرات من مستثمرين كبار وقادة أعمال إلى تراجع ترامب عن الرسوم الجمركية في وقت سابق من المتوقع.

أعلن ترامب تعليق الرسوم الجمركية ما عدا الصين، مما أضعف موقفه التفاوضي. رغم محاولات مساعديه لتقديم القرار كجزء من خطة مدروسة، أقر ترامب بأن الأسواق كانت عاملًا حاسمًا في قراره.

في لقاء غير رسمي، قال ترامب إن الوضع بدا شديد الضبابية خلال الأيام الماضية، معتقدًا أن البعض كان يبالغ، لكنه اكتشف أن المخاوف كانت حقيقية.

حتى الثلاثاء الماضي، بدا ترامب واثقًا وسعيدًا لأن دولًا عدة بدأت التفاوض معه. ولكنه تجاهل تقلبات الأسواق، متوقعًا أن العالم سيرضخ له، إلا أن خطته لم تسير كما توقع.

خلال الأيام الأخيرة، عمق سوق السندات خسائره وأثرت قرارات ترامب على سوق الخزينة حتى تم تداول الدولار بمستويات منخفضة. وتزايدت المخاوف من تقليل حيازات السندات الأمريكية من المستثمرين الأجانب خاصة الصين.

تنذر تريليونات الديون الأمريكية في التمويل بإمكانية أزمة مالية، حيث حذر مستثمرون مثل بيل أكمان من شتاء اقتصادي نووي بسبب سياسة ترامب.

وزادت تحذيرات قادة الشركات الكبرى من الضغط على ترامب، خاصةً من رئيس "جي بي مورغان" جيمي ديمون، الذي شدد على التفاوض بدلاً من التصعيد.

واجه ترامب أخيرًا مسألة الاضطرابات في الأسواق، حيث علق الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا في محاولة لطمأنة الأسواق.

وعلى الرغم من تعليق الرسوم، إلا أن ترامب صعّد إجراءاته ضد الصين، مما زاد من حزمة جمركية شديدة قد تبطئ النمو وتزيد التضخم.

أدى اعتراف ترامب بأن الأسواق اضطرت لتغيير موقفه إلى إحراج بعض مساعديه أمام الإعلام.

تمتد فترة مفاوضات ثلاثة أشهر، ولكن السؤال المطروح: هل كانت نية ترامب الحصول على تنازلات سريعة أم خطة لإعادة توطين الصناعة الأمريكية؟

إلى الآن، لم يتحقق أي من الأمرين، وترامب تراجع عن تعريفاته دون أي مقابل واضح، مما أضعف موقفه التفاوضي.

بات واضحًا أن الولايات المتحدة لا يمكنها تحمل إعلان حرب تجارية عالمية دفعة واحدة. ولفت ترامب إلى إمكانية منح إعفاءات للشركات المتضررة.

عند سؤاله عن كيفية تحديد الشركات التي ستتلقى إعفاءات، قال ترامب: "سأعتمد على الحدس، وأحيانًا عليك أن تتبع غريزتك".

ويرى المحللون أن استجابة الأسواق لقرار تعليق الرسوم قد تكون مبنية على تفاؤل أكثر من كونه مؤشرات اقتصادية قوية، حيث تظل التحركات قصيرة الأجل ومبنية على احتمالات غير مؤكدة.

يظل الوضع المالي هشًا، واعتراف ترامب بدور الأسواق في تغيير موقفه يزيد من الضغط على سياسته التجارية تجاه الصين والعالم.


مواد متعلقة