عبدالله آل علي: الإمارات أيقونة التسامح والعيش المشترك

الأربعاء 14 مايو 2025 - 01:48 ص

عبدالله آل علي: الإمارات أيقونة التسامح والعيش المشترك

زينة خلفان

تضرب دولة الإمارات مثالاً رائعاً في تأسيس مجتمع يقوم على التعددية والتسامح والعدالة، وقد أصبح نموذجاً يحتذى في عصر يعاني من موجات التعصب والكراهية والانغلاق. يستحق هذا النموذج التوثيق والدراسة بجدارة، ولذلك اتجه مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، الدكتور عبدالله ماجد آل علي، لإصدار كتاب جديد بعنوان "التسامح في دولة الإمارات: إرث ثقافي ونهج قيمي وإطار مؤسسي"، ووقّعه ضمن فعاليات الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب.

الدكتور آل علي أوضح لـ"الإمارات اليوم" أن الكتاب الصادر عن "مركز تريندز للبحوث والاستشراف" يقدّم رؤية فكرية ووطنية عميقة تحاول استكشاف التجربة الإماراتية في ترسيخ قيمة التسامح كأحد أعمدة البناء الحضاري والإنساني للدولة. يتناول الكتاب تجليات التسامح المتنوعة في المجتمع الإماراتي، بدءاً من جذورها الثقافية والدينية وصولاً إلى التطبيق المؤسسي والتشريعي، موضحاً كيف تطورت هذه الفضيلة إلى منظومة سياسية اجتماعية وقانونية راسخة.

كما يُبرز الكتاب كيف تأسّست مؤسسات مثل وزارة التسامح، وأُعلن عام التسامح، ومراكز متخصصة مثل بيت العائلة الإبراهيمية، وهذا بجانب جهود مكافحة الكراهية والتطرف، مع تضمين قيم التعايش في المناهج الدراسية والخطابات الإعلامية والحياة اليومية.

يركّز الكتاب أيضاً على البعد التاريخي، متطرقاً إلى إرث التسامح في الإسلام والمجتمعات العربية من الأندلس إلى القيروان. كما يبرز الدور الريادي للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تأسيس هذا النهج، فضلاً عن استدامة هذه القيم في فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي يؤكد على ضرورة ترك عالم خالٍ من الأحقاد للأجيال القادمة.

من ناحيته، أشار الدكتور آل علي إلى أن اختياره لموضوع رسائل الشيخ زايد الأول، رحمه الله، التي شَكّلت موضوع رسالته للدكتوراه، جاء نتيجة لدوافع علمية ووطنية وثقافية متعددة. إذ تمثّل هذه الرسائل وثائق تاريخية وسياسية نادرة تكشف عن طريقة حكم مرحلة مهمة من تاريخ إمارة أبوظبي، بالإضافة إلى كونها مصادر قيّمة لدراسة العلم اللغوي وتحليل الخطاب السياسي.

وأكد الدكتور آل علي أيضاً أن الأرشيف والمكتبة الوطنية يحظيان بدعم كبير من القيادة الرشيدة، بما في ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، اللذان يؤكدان على أهمية حماية التاريخ وترسيخ الهوية الوطنية.

كما أشار إلى أن الأرشيف والوثائق الوطنية مدعومة بتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، الذي يعطي أهمية استراتيجية لتعزيز دور الأرشيف في حفظ ذاكرة الدولة وتطوير منظومته المؤسسية، ودعم المشاريع النوعية التي تخدم الأجيال القادمة.

انعكس هذا الفكر القيادي على عمل الأرشيف والمكتبة الوطنية، حيث تم توسيع برامج التوثيق الشفهي والرقمي وتطوير المنصات الذكية لحفظ الوثائق وإتاحتها للباحثين والطلاب.

الدكتور عبدالله آل علي يشغل حالياً منصب المدير العام للأرشيف والمكتبة الوطنية منذ أغسطس 2022. وقد شغل مسبقاً مناصب قيادية متعددة منها المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، ومدير قطاع دار الكتاب في دائرة الثقافة والسياحة، ومدير جائزة الشيخ زايد للكتاب.

وفي الختام، يأمل الدكتور عبدالله ماجد آل علي من خلال كتابه "التسامح في دولة الإمارات: إرث ثقافي ونهج قيمي وإطار مؤسسي"، أن يُثري المكتبة العربية والفكر الإنساني المعاصر بمادة علمية تسلط الضوء على ما حققته دولة الإمارات في هذا المجال، كدولة تؤمن بالإنسان وترتكز على القيم في مشروعها الحضاري.


مواد متعلقة