مارأيك في معرفة حقييقة "الصندوق الأسود" في الطائرات؟
الإثنين 14 أبريل 2025 - 11:01 ص

في منتصف خمسينات القرن الماضي، أثناء التحقيق في سلسلة حوادث تحطم طائرة دي هافيلاند كوميت، خطرت لعالم الأبحاث الأسترالي ديفيد وارن فكرة غيرت مستقبل سلامة الطيران. كانت الفكرة عبارة عن جهاز يسجّل بيانات الرحلات.
كان وارن، في الثامنة والعشرين من عمره، يعمل في مختبر أبحاث الطيران في ملبورن. اعتقد أن تركيب مسجّل يُوثّق حالة الطائرة وردود فعل الطيارين قبيل الحوادث سيسهم في التحقيقات. رغم أن الفكرة لم تلقَ ترحيبًا في البداية، إلا أنها أصبحت لاحقًا حجر الزاوية في تحقيقات السلامة الجوية.
ما يُعرف بالصندوق الأسود هو في الحقيقة جهاز يتكون من عنصرين: مسجل بيانات الرحلة ومسجل صوت قمرة القيادة. يؤدي كلاهما دورًا حاسمًا في تحديد أسباب الحوادث الجوية.
ويوضح ديفيد إيسر، أن مسجل البيانات يكشف ما حدث، أما مسجل الصوت فيوضح لماذا حدث ذلك. يُثبت مسجل البيانات عادة في مؤخرة الطائرة، بينما يُوضع مسجل الصوت في قمرة القيادة لالتقاط الحوارات والأصوات المحيطة.
الصندوق الأسود، رغم تسميته، مطلي بلون برتقالي فاقع لتمييزه وسط حطام الطائرات. يُصمم لتحمل ظروف قاسية مثل الانفجارات وحرائق شديدة والضغط في أعماق البحار، ويُصنع من مواد مقاومة مثل التيتانيوم أو الفولاذ المقاوم للصدأ.
لكن هناك حالات نادرة قد تؤدي لتلف الصندوق، مثل انقطاع الطاقة بالكامل، أو التعرض المطول للنيران أو المياه العميقة، أو تحطم الطائرة بسرعات عالية.
تسجل مسجلات حديثة ما لا يقل عن 88 متغيرًا أساسيًا على مدى 25 ساعة طيران مثل الارتفاع والسرعة، مع بعض الطرز التي تسجل ما يزيد عن 1000 نقطة بيانات مثل تفعيل أجهزة الإنذار ووضعيات الأجنحة.
مسجل الصوت يرصد أصوات قمرة القيادة، المحادثات، ضوضاء المحركات، وأصوات المفاتيح والتنبيهات. تُلزَم إدارة الطيران الفيدرالية بأن يكون كل مسجل صوت قادرًا على تسجيل 25 ساعة من الصوت المتواصل.
عند وقوع حادث، تُسلَّم الأجهزة إلى جهات التحقيق الرسمية إذ تُعامل كأدلة جنائية. يقول هوبينغ سونغ: "الأمر يشبه تحقيقًا جنائيًا".
كانت النماذج القديمة تستخدم أشرطة مغناطيسية، أما الآن فتسجل البيانات على بطاقات ذاكرة صلبة. تبدأ عملية التحقيق بالتأكد من سلامة الذاكرة، وقد يستغرق تحليل محتواها من أسابيع إلى سنوات.
مواد متعلقة
المضافة حديثا
الأكثر مشاهدة اليوم