استغلال الطلبة : «الكبسولات» و«الباقات» للوصول للدروس الخصوصية

الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 - 01:21 ص

استغلال الطلبة : «الكبسولات» و«الباقات» للوصول للدروس الخصوصية

عادل جمال

شهدت منصات تعليمية تطوراً في أساليب الترويج لإعلانات الدروس الخصوصية التي تنشط عادة قبل الامتحانات؛ معينات الأسر بميزانيات لضمان تفوق أبنائها. أصبح حضور الدروس الخصوصية جزءاً أساسياً في تعليم الأبناء ويشكل أولوية تسعى الأسر لدفع تكاليفها.

تحتوي بعض المنصات التعليمية على باقات خاصة للمراجعة قبل الامتحانات، مثل "الباقة الإسعافية" و"كبسولات التفوق" و"باقة الجاهزية". ملاحظة تزايد الإعلانات الممولة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تستهدف الترويج للدروس الخصوصية.

طرحت المنصات التعليمية أنواعًا مختلفة من الدروس الخصوصية، بما في ذلك الأونلاين، والمنزلية، أو في مجموعات داخل مقارها، مع توفير خصومات متناسبة مع عدد الحصص المتفق عليها.

أفاد مسؤولو المنصات التعليمية بوجود فروع كثيرة لتقديم الدروس للطلبة بشكل مباشر أو منازلهم أو عن بعد. تم التأكيد على أن المعلمين حاصلون على تراخيص رسمية لمزاولة الدروس الخصوصية.

يتاح التنوع الجنسي للمعلمين لزيادة الخيارات المتاحة للطلبة، ويتفاوت سعر الحصص وفق جنسية المعلم. هناك إمكانية تبديل المعلم في حال لم يتكيّف الطالب مع طريقته في الشرح.

تتوفر عروض خاصة تشمل خصومات تصل إلى 60% عند التحاق الأشقاء بالمنصات التعليمية.

تشهد أسعار الحصص الدراسية تغيراً؛ حيث تبدأ من 20 درهماً للحصة لمدة 30 دقيقة وتصل إلى 100 درهم للكبسولة التعليمية لمدة ساعتين. تشمل الباقات 10 حصص مقابل 500 درهم أو 20 حصة يمكن تقسيمها على مادتين بتكلفة 900 درهم.

تهدف الأسر إلى تحسين أداء أبنائها من خلال الدروس الخصوصية، مع ذكر تعدد المناهج وصعوبتها كسبب رئيسي. تساهم هذه الدروس في تعزيز فرص التعليم والعمل المستقبلية للأبناء، وتلبية احتياجاتهم الخاصة.

يرى التربويون أن زيادة الإقبال على الدروس الخصوصية ترتبط بعدم متابعة غالبية الأسر لأبنائها في المنزل والاستخدام الزائد للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يضعف أدائهم التعليمي.

يعتبر طرح الدروس الخصوصية عبر الإنترنت خياراً منخفض التكلفة يجذب المزيد من الأسر للحصول على الدعم التعليمي للطلبة.

بينما تسعى المدارس إلى تقديم الدعم الفردي والمراجعات للطلبة ضعاف المستوى، يعتقد التربويون أن مسؤولية تنامي الدروس الخصوصية تقع على عاتق أولياء الأمور الذين يفضلون الحلول السريعة ومعلمي المدارس الذين يواجهون أعباء إدارية وتعليمية.

يمكن تقليص ظاهرة الدروس الخصوصية عن طريق تحسين وتطوير مهارات المعلمين واستخدام التكنولوجيا في إيصال المعلومات، بالإضافة إلى توعية الطلاب وأولياء الأمور بأهمية استغلال الدروس في المدرسة وزيادة الانخراط بين الطلاب والمعلمين.

يرى الخبراء الحاجة لنشر الوعي بأهمية تقليص الاعتماد على الدروس الخصوصية غير المتخصصين وتوجيه وسائل الإعلام لنشر الوعي بالخطر الكامن وراء هذه الظاهرة.

تشير الخبيرة التربوية إلى أن استمرار الحاجة للدروس الخصوصية يتصل بالمرونة التي تتيحها للطلبة والأسر، حيث تسد فجوة غياب الدعم الفردي في الصفوف الدراسية التقليدية، فضلاً عن الرغبة في التفوق الأكاديمي.

يؤكد العوامل المحفزة لزيادة الطلب على الدروس الخصوصية تشمل اكتساب الطلاب وأولياء الأمور خبرات من التعليم عن بُعد، إضافة إلى التكلفة المنخفضة للدروس الرقمية وتعدد الخيارات التعليمية عبر شبكة الإنترنت.

تزداد الضغوط الأكاديمية والحاجة لدعم فردي للطلبة مما يعزّز الطلب على الدروس الخصوصية، وسط الاستفادة التجارية للمنصات التعليمية في تقديم الدعم المطلوب للتعلم المرن والملائم لاحتياجات جميع الطلاب.

حدد التربويون وأولياء الأمور ستة أسباب وراء انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية، منها ضعف التأسيس الأكاديمي وبعض الأسر التي تعتمد على الدعم الخارجي، والرغبة في التفاخر الاجتماعي، والتقليد بين الطلاب.


مواد متعلقة