عمال النفط في كاليفورنيا يترقبون المستقبل بعد إغلاق المصافي

الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 - 02:23 م

عمال النفط في كاليفورنيا يترقبون المستقبل بعد إغلاق المصافي

ناصر البادى

قبل أكثر من ثلاثين عامًا، تلقى ويلي كروز صدمة كبيرة حين أُخبر بإغلاق مصفاة النفط التي كان يعمل بها سابقاً في جنوب كاليفورنيا.

وقد قضى ويلي، الذي يبلغ من العمر 61 عامًا ويعيش الآن في أريزونا، خمس سنوات يعمل في قسم البيئة قبل أن تعلن شركة "باوراين" للنفط عن نيتها إغلاق المصفاة في منطقة سانتا فيه سبرينغز، جنوب شرق لوس أنجلوس.

بسبب خوفه من فقدان وظيفته مرة أخرى في هذا القطاع، قرر تحويل مساره وإيجاد علاج تنفسي جديد، متأثراً بإصابته بالربو، وانضم إلى برنامج تدريبي مهني اتحادي.

قال كروز: "وجدت الأمر رائعًا، كما تعرفون. الانتقال من التلوث إلى المجال البيئي، أليس هذا رائعاً؟".

أما الآن، فهو يقدم المشورة لابنه، ويلفريدو، بينما تخطط مصفاة "فيليبس 66" في لوس أنجلوس، حيث عمل ويلفريدو لمدة 12 عامًا، للإغلاق بحلول نهاية أكتوبر الجاري.

في ظل سعي كاليفورنيا إلى تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري، قد يفقد آلاف وربما عشرات الآلاف من العمال وظائفهم في السنوات المقبلة.

في بداية العام، أعلنت شركة "فالرو" للطاقة اعتزامها إغلاق مصفاة قرب منطقة خليج كاليفورنيا.

الديمقراطيون البارزون في الولاية يواجهون تحديات خاصة تتعلق بفقدان الوظائف وارتفاع أسعار الغاز، نتيجة لسياسات الولاية المناخية.

في الوقت الحاضر، يقوم منظمو الطاقة في ولاية كاليفورنيا بالتفاوض للحفاظ على تشغيل محطة "فالرو"، مع التراجع الأخير عن اقتراح لمعاقبة شركات النفط على أرباحها العالية.

وقع الحاكم الديمقراطي جافين نيوسوم تشريعاً لتسريع إصدار تصاريح آبار النفط في وادي سنترال. هذا جاء بعد سنوات من تأكيده التحدي أمام شركات النفط الكبرى، مما أثار الريبة في نفوس عمال النفط بشأن ما يخبئه لهم المستقبل.

ورغم التحديات السوقية، أصبحت كاليفورنيا تحتل المركز الثامن كأكبر منتج للنفط الخام في البلاد. بحلول عام 2024، وذلك بعد أن كانت في المركز الثالث في عام 2014.

تمثل مصفاتا "فالرو" و"فيليبس 66"، المزمع إغلاقهما، نحو 18% من قدرة ولاية كاليفورنيا على التكرير، حيث تنتج المصفاتان وقود الطائرات والغاز والديزل.

أعلنت "فيليبس 66" عن بدء إجراءات إغلاق مصفاتها هذا الشهر، على أن تنتهي من إنتاج الوقود الفعال بنهاية عام 2025.

أكدت الشركة أن القرار مرتبط بعدة عوامل، وهو "استجابة لديناميكيات السوق". إلا أنها نفت أن يكون للقرار علاقة بالتشريعات الجديدة التي تهدف إلى منع ارتفاع أسعار الوقود.

وقد أكدت على التزامها بمعاملة جميع عمالها بإنصاف واحترام عبر هذه العملية.

فيما أعلنت شركة "فالرو" عن خطط "لإعادة هيكلة أو وقف عمليات التكرير" في مصفاتها بمدينة بينيسيا بحلول نهاية أبريل المقبل.

أكد عمدة مدينة بينيسيا، ماريو جولياني، أن شركة "فالرو" تساهم بحوالي 7.7 ملايين دولار سنويًا كضرائب، وهو ما يشكل حوالي 13% من إيرادات المدينة.

قال جولياني عن الإغلاق المزمع: "سيكون له تأثير كبير ومدمر على المدينة".


مواد متعلقة