الإمارات في طليعة تقنيات الذكاء الاصطناعي والمركبات ذاتية القيادة بالمنطقة

الأحد 20 أبريل 2025 - 06:23 م

الإمارات في طليعة تقنيات الذكاء الاصطناعي والمركبات ذاتية القيادة بالمنطقة

عارف الصايغ

تشهد دولة الإمارات تحولاً نوعياً وسريعاً في سوق الوظائف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة. هذه التغيرات تأتي بفضل رؤية حكومية واضحة واستثمارات كبيرة من القطاعين العام والخاص، وفقًا لمركز إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجية في أبوظبي. الإمارات تتوجه نحو تعزيز مكانتها كمركز إقليمي وعالمي للابتكار الرقمي والاقتصاد الذكي.

تعمل الإمارات على ترسيخ موقعها كمحرك رئيسي لاقتصاد الذكاء الاصطناعي والمركبات الذكية في الشرق الأوسط من خلال رؤية طموحة وسياسات تكنولوجية متقدمة. توفر الدولة فرصًا ذهبية للمهنيين الذين يسعون لتحقيق مستقبل مهني متميز مبني على الابتكار والاستدامة.

بحسب تقرير حديث من LinkedIn، تشهد وظائف الذكاء الاصطناعي في الإمارات نموًا سنويًا بنسبة 74%. وتؤكد وزارة الموارد البشرية والتوطين أن الطلب على الوظائف التقنية سيرتفع بنسبة 15% بحلول عام 2025 مع التركيز على الابتكار والاستدامة والتحول الرقمي. المشاريع في تكنولوجيا المعلومات ستزيد من استيعاب الخبرات وستواصل التوسع المتوقع حتى عام 2025.

تشير توقعات وزارة الاقتصاد إلى أن النمو الاقتصادي المستهدف بنسبة 5% في 2025 سيعتمد على قطاعات التكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات. ويتوقع تقرير المواهب التقنية المستقبليّة في الإمارات 2024 زيادة بنسبة 90% في التوظيف المرتبط بالذكاء الاصطناعي، مما يعكس الزيادة الكبيرة في الطلب على الخبراء.

وفقًا لتقديرات المنتدى الاقتصادي العالمي، يمكن للذكاء الاصطناعي خلق حوالي 97 مليون وظيفة عالمية جديدة بحلول عام 2025. ومع توجه الإمارات للاستثمار في هذا المجال، فإن حصتها من هذه الوظائف ستكون كبيرة على مستوى المنطقة.

تشمل أبرز الوظائف في السوق الإماراتي: مهندسو الذكاء الاصطناعي، خبراء تعلم الآلة، محللو البيانات الضخمة، مطورو تقنية البلوك تشين، خبراء الأمن السيبراني، ومدربو أنظمة الذكاء الاصطناعي. هذه الوظائف تُعتبر من أكثر الوظائف نموًا وزخمًا.

تمضي دولة الإمارات قدماً نحو مواءمة مخرجات التعليم مع متطلبات الاقتصاد المستقبلي من خلال إضافة تخصصات الذكاء الاصطناعي إلى جميع مراحل التعليم. البنية التعليمية تتضمن الجامعات مثل جامعة محمد بن زايد وبرامج تعاون وشراكات مع جهات علمية متخصصة لتعزيز البرمجة والذكاء الاصطناعي.

تجاوز حجم الإنفاق على الذكاء الاصطناعي في المنطقة 3 مليارات دولار في عام 2024، بزيادة 32% عن العام السابق. تسعى الدولة إلى مضاعفة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي من 9.7% إلى 19.4%.

يبرز قطاع السيارات ذاتية القيادة مع تبني الإمارات لمشاريع النقل الذكي كأحد القطاعات القادرة على خلق وظائف جديدة. من المتوقع أن يُوفر هذا القطاع أكثر من 4,000 وظيفة مباشرة بحلول عام 2028، وأكثر من 12,000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة بحلول عام 2035 وفقًا لهيئة الطرق والمواصلات في دبي.

أهم وظائف القيادة الذاتية المتوقعة في الإمارات بين عامي 2025 و2028 تتضمن مهندسي الأنظمة الذكية والفنيين، محللي البيانات، مشغلي الاختبارات الميدانية، وفنيي الدعم التقني الميداني. أما المستقبل البعيد في هذا القطاع خلال عامي 2029 و2035 سيركز على مطوري خوارزميات الذكاء الاصطناعي ومهندسي الأمن السيبراني.

يؤكد خبراء التوظيف أن على المهنيين مواكبة التحولات القادمة في سوق العمل الإماراتي بالتركيز على تطوير المهارات الرقمية والانخراط في برامج تعليمية متخصصة، بالإضافة إلى المشاركة في ورش العمل والدورات التدريبية.


مواد متعلقة