توتر غير مسبوق بين باكستان والهند يهدد بتكرار صراعات 2019

الخميس 24 أبريل 2025 - 07:41 م

توتر غير مسبوق بين باكستان والهند يهدد بتكرار صراعات 2019

منى شاهين

تدخل العلاقات بين الهند وباكستان مرحلة جديدة من التوتر، عقب طلب نيودلهي من جميع الباكستانيين المقيمين على أراضيها مغادرة البلاد بحلول 29 أبريل الجاري، وفقاً لإعلان وزارة الخارجية الهندية. جاء ذلك بعد هجوم أسفر عن مقتل 26 مدنيا في الجزء الذي تسيطر عليه الهند من كشمير، ألقت نيو دلهي المسؤولية على إسلام آباد.

وجاء في بيان الخارجية الهندية أن "الهجوم الإرهابي في فاهالغام دفع الحكومة الهندية لتعليق إصدار تأشيرات الدخول للمواطنين الباكستانيين بفعالية فورية"، مضيفة "يتعين على كل الباكستانيين الحاليين في الهند مغادرة البلاد قبل انتهاء التأشيرات" المحدد في 27 أبريل للتأشيرات العادية و29 أبريل للتأشيرات الصحية.

وأفادت مصادر هندية بإلغاء جميع التأشيرات الممنوحة للباكستانيين، بما في ذلك الطبية، ووقف خدمات التأشيرات، في تصعيد واضح مع جارتها بعد هجوم كشمير.

وبموجب القرارات الجديدة، أمام الباكستانيين المقيمين في الهند 72 ساعة فقط لمغادرة البلاد.

ورغم عدم توجيه اتهام رسمي لباكستان، تعهد رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي بملاحقة منفذي الهجوم وشركائهم إلى أقاصي الأرض.

وأمام حشد كبير، قال رئيس الوزراء الهندي "من خطط أو نفذ هذا الهجوم سيدفع ثمناً باهظًا يتجاوز تصوراتهم"، مؤكداً "أن الوقت حان لتدمير الإرهاب وأن إرادة 1.4 مليار هندي ستكسر شوكة هؤلاء الإرهابيين".

وردت باكستان على التصعيد الهندي بأن أي "تهديد" لسيادتها سيُقابل بـ"إجراءات حازمة"، وأعلنت عن إغلاق مجالها أمام الطائرات الهندية.

واليوم، أغلقت باكستان مجالها الجوي أمام شركات الطيران الهندية، ورفضت تعليق معاهدة مهمة لتقاسم المياه عقب هجوم الهند الدامي في جامو وكشمير.

أعلن مكتب رئيس الوزراء الباكستاني ذلك بعد اجتماع للجنة الأمن القومي، عقب إعلان الهند عن مشاركة عناصر عابرة في هجوم قتل فيه 26 رجلاً.

وأصدرت الشرطة الهندية إشعارات بأسماء ثلاثة مشتبه بهم، اثنان منهم باكستانيان، لكن دون أي دليل مثبت أو تفاصيل إضافية.

أعلنت باكستان اليوم تعليق كل أشكال التجارة مع الهند، حتى تلك التي تتم عبر دول أخرى، ووقف إصدار تأشيرات خاصة للهنود.

وقررت الحكومة الباكستانية أيضاً تعليق جميع الاتفاقيات الثنائية مع الهند وإغلاق معبر واغا الحدودي.

وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء الباكستاني أن إسلام أباد تحتفظ بحقها في تعليق الاتفاقيات الثنائية مع الهند ومنها شيملا 1972 حتى تكف نيودلهي عن "إثارة العنف في باكستان".

وقد وقع البلدان اتفاقية شيملا بعد حربهما الثالثة وتُرسخ مبادئ تنظم العلاقات الثنائية، بما يشمل احترام خط المراقبة في كشمير.

كما أعلنت باكستان رفضها القوي لتعليق الهند معاهدة تقاسم نهر إندوس.

وأفادت بأن أي محاولة لتحريف مسار المياه ستعتبر عملاً من أعمال الحرب.

وأكدت أن أي تهديد لسيادة باكستان أو أمن شعبها سيُواجه بإجراءات صارمة.

ردت باكستان أيضاً على قرار الهند بإلغاء التأشيرات للباكستانيين وتعليق جميع العمليات التجارية.

وأعلن عن تعليق جميع المعاملات مع نيودلهي وإغلاق المجال الجوي أمام الطائرات المملوكة للهند.

قررت الحكومة الباكستانية كذلك تعليق كافة الاتفاقيات الثنائية وإغلاق معبر واغا فوراً.

تطالب كل من باكستان والهند بالسيادة الكاملة على إقليم كشمير بجانبيه الخاضعين للسيطرة.

مستو العلاقات الدبلوماسية بين البلدين كان متدنيًا منذ إعلان الإجراءات الأخيرة، سبقها طرد باكستان لمبعوث الهند ورفض إيفاد سفير إلى نيودلهي بعد إلغاء نيودلهي الوضع شبه المستقل لكشمير في 2019.

أخر هجوم بهذا الحجم في كشمير الهندية وقع عام 2019 وأسفر عن قتل العشرات من جنود الهند، حين ردت الهند بضربة جوية كادت أن تتحول لحرب.

بعض المحللين الباكستانيين يحذرون من أن المواجهة الحالية قد تتجاوز أحداث 2019.

ان الهند والباكستان النوويتين تشتركان في مياه 6 أنهار بموجب معاهدة رعتها البنك الدولي.

المعاهدة تعطي الأنهار الشرقية، سوتليج وبيس ورافي، للهند، وتمنح الأنهار الغربية، السند وجهيلوم وشيناب، لباكستان.


مواد متعلقة