وداعاً زياد الرحباني: لبنان يودع العبقري بأنغام حزينة

الأحد 27 يوليو 2025 - 07:36 ص

وداعاً زياد الرحباني: لبنان يودع العبقري بأنغام حزينة

زينة خلفان

في يوم أمس، رحل عن عالمنا الفنان زياد الرحباني، تاركاً وراءه مشواراً فنيّاً بلغ 69 عاماً، مُشكّلاً من خلال مسيرتهِ بصمة عميقة في عالم الموسيقى والمسرح في لبنان وعبر أرجاء العالم.

وكان زياد الابن البِكر للفنانة العظيمة فيروز والراحل عاصي الرحباني، وقد أطلق ثورة في مجالات الفن المسرحي والغنائي والموسيقي، حيث عُرف بأعماله التي تمزج بين النقد الساخر للقضايا الاجتماعية والسياسية.

وأفادت مستشفى "بي أم جي" في منطقة الحمرا ببيروت في بيانٍ لها قائلة: "في تمام الساعة التاسعة صباحاً، توقف قلب الفنان الكبير زياد الرحباني عن الخفقان" دون توضيح سبب وفاته.

وودّع الكثير من الفنانين زياد بكلمات مؤثرة، حيث تحولّت صفحاتهم إلى دفاتر عزاء لهذا الرمز اللبناني والموسيقار الشامل، مُشيرين إليه بـ"العبقري".

ونعى الرئيس اللبناني جوزاف عون زياد الرحباني على منصة "إكس" باعتباره عبقرياً وفناناً أسّس حالة فكرية وثقافية، واصفاً إياه بأنه ضمير حي وصوت مُتمرّد ضد الظلم.

كما عبّر رئيس الوزراء نواف سلام عن أسفه لوفاة زياد الرحباني قائلاً: "بغيابه يفقد لبنان فناناً استثنائياً وصوتاً حراً"، مُشيراً إلى وفائه لقيم العدالة والكرامة.

وأعرب وزير الثقافة غسان سلامة عن حُزنه قائلاً: "كنا نخاف من هذا اليوم، وانتشار حالته الصحية وزهد العلاج"، مختتماً بالقول: "رحم الله رحبانياً مبدعاً".

وكان نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، قد أشار في نعيه إلى أن لبنان بلا زياد كالحزن والكلمات المكسورة، والقصة الرحبانية لن تموت أبداً.

تشكلت موسيقى زياد الرحباني بين التناغم بين أصالة الموسيقى العربية والجاز، مما جعله صوتاً متمرداً لأجيال عديدة.

وقد امتدت مسيرته الموسيقية والفنية لأكثر من 50 عاماً، بدأها بأغنية "سألوني الناس" التي لحنها في عمر 17 عاماً، وغنّتها فيروز، والدته.

على مر السنين، قدم زياد أعمالاً موسيقية جعلته يعبر عن قضايا تهم جيل كامل، معبّراً بواقعية صادمة عن آلامهم وآمالهم من خلال أعماله المختلفة.

عبّرت الفنانة كارمن لبس عن حزنها على زوال زياد قائلة: "ليش هيك.. كل شي راح"، وذكّرت بقول الكاتب غسان شربل "زارتك الموت لكن لن يزورك النسيان".

كما أعرب الفنانون جورج وسوف، نانسي عجرم، وأصالة عن حزنهم العميق، كذلك ماجدة الرومي التي أعربت عن تقديرها لإبداع زياد وموسيقى السلام لروحه الثائرة.

لقد عكست أعمال زياد المسرحية واقع لبنان الذي مزّقته الطائفية والحرب، وكانت البداية مع مسرحيات "سهرية" (1973)، و"نزل السرور" (1974).

ومن أشهر أعماله المسرحية "فيلم أميركي طويل" (1980)، التي تروي بطريقة ساخرة تفاصيل واقع لبنان خلال الحرب الأهلية من خلال أحداث تدور في مستشفى للأمراض العقلية.

وأخيراً أكد نواف سلام أن غياب زياد يُعد فقداناً لصوت حر مبدع، بينما نبيه بري يُشير إلى أن القصة الرحبانية لن تُدثر بوفاته.


مواد متعلقة